ماس: على ألمانيا مسؤولية قيادية وأن تكون صوت العقل في العالم
١٠ نوفمبر ٢٠١٩قال هايكو ماس، وزير خارجية ألمانيا إن تاريخ العالم يسير وكأنه (شريط) يجري بسرعة، في تعليقه على انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا دون تشاور وثيق مع الحلفاء وتدخل تركيا في تلك المنطقة متجاهلة التحذيرات الأوروبية والأمريكية، مضيفا أن "كل ذلك وقع خلال أيام قليلة".
وكتب هايكو ماس مقالاً بعنوان "نحن نريد الناتو ونحتاجه" نُشر بموقع "شبيغل أونلاين" اليوم الأحد (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) إن ما حدث "يثير أسئلة جوهرية حول موثوقية شركائنا وقوة تحالفاتنا وأمن بلدنا والطريق الصحيح نحو المستقبل".
وأكد وزير خارجية ألمانيا أنه "بعد مرور ثلاثين عامًا على سقوط جدار برلين، لم تحدث نهاية للتاريخ؛ ويبدو المستقبل أكثر انفتاحًا، ولا يمكن التنبؤ به، وغير آمن أكثر من أي وقت مضى". وتابع "في هذه الأوقات الدراماتيكية، يجب أن نبقى في المسار الصحيح لأوروبا قوية- ليس كنموذج يخلف (الناتو)، ولكن كحركة لإعادة تنشيط التحالف عبر الأطلسي. ليس فقط كمشروع ألماني فرنسي، ولكن كجهد تعاوني لجميع الأوروبيين، عندها فقط سيكون هناك أمن حقيقي لأوروبا".
وأوضح هايكو ماس أن ألمانيا باعتبارها بلدا في وسط أوروبا يجب عليها أن "تلعب دورًا مركزيًا ووسيطًا ومتوازنًا في هذا الأمر (الأمن الأوروبي) - في أوروبا وفيما يتعلق بالولايات المتحدة"، وتابع: " إذا لم نأخذ هذه القيادة، فلن يقوم بها أحد. أن نكون هنا صوت العقل اليوم، فهذا هو أهم مسؤولياتنا الخارجية والأمنية".
ألمانيا وأزمات الشرق الأوسط
وقال وزير الخارجية الألماني إن بلاده تعمل لصالح هذا الأمر بشكل ملموس "على سبيل المثال في أزمة أوكرانيا، ومن خلال دعم العملية الدستورية في سوريا، وفي قضية البرنامج النووي الإيراني، وفي استقرار منطقة الساحل المصابة بالعنف، وفي مفاوضات وقف إطلاق النار في ليبيا".
وبعد تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يعاني "من موت دماغي"، أعلن البيت الأبيض السبت أن الأمين العام للناتو" ينس ستولتنبرغ سيزور واشنطن يوم الخميس وسيبحث مع الرئيس دونالد ترامب مدى التقدم الذي أحرزه حلفاء الناتو فيما يتعلق بزيادة الإنفاق على الدفاع "وضمان تقاسم الأعباء بشكل أكثر إنصافا".
ومن جانبه حض الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الولايات المتحدة على إظهار "الاحترام" لحلفائها والتخلي عن "الأنانية القومية"، في إطار الاحتفالات بالذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين. وركز شتاينماير على تدهور العلاقات بين ضفتي الأطلسي في الأعوام الأخيرة.
وأمام بوابة براندبورغ، التي رمزت حتى العام 1989 إلى "انقسام ألمانيا"، أشار شتاينماير في خطاب السبت إلى الدور الرئيسي للولايات المتحدة، "الذراع القوية للغرب"، في انهيار الستار الحديدي قبل ثلاثة عقود. وقال "نحن الألمان، ندين بالكثير لأميركا. لأميركا بوصفها شريكا في الاحترام المتبادل، بوصفها شريكا من أجل الديموقراطية والحرية، ضد الأنانية الوطنية. هذا ما آمله أيضا في المستقبل"، في إشارة إلى الإدارة الحالية في واشنطن برئاسة دونالد ترامب.
كذلك، وجه الرئيس الألماني رسائل إلى الأمة الألمانية، مبديا أسفه لـ"بناء جدران جديدة في كل أنحاء البلاد: جدران من الاحباط وجدران من الغضب والكراهية".
ص.ش/م.س (ا ف ب، د ب أ)