هابيك في الصين.. وسط خلاف أوروبي صيني بشأن الرسوم الجمركية

قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك لمسؤولين صينيين في بكين اليوم السبت إن الرسوم الجمركية التي يقترح الاتحاد الأوروبي فرضها على سلع صينية ليست "عقوبة".

زيارة هابيك للصين هي الأولى التي يقوم بها مسؤول أوروبي كبير منذ أن اقترح التكتل فرض رسوم باهظة على واردات السيارات الكهربائية صينية الصنع لمكافحة ما يعتبره الاتحاد الأوروبي دعما مفرطا.

وحذرت  الصين  أمس الجمعة قبل وصول هابيك من أن تصاعد الخلافات مع الاتحاد الأوروبي بشأن السيارات الكهربائية قد يؤدي إلى حرب تجارية. وقال هابيك في أولى جلسات (حوار المناخ والتحول) بين البلدين "من المهم فهم أن هذه ليست رسوما عقابية".

وفي النزاع التجاري حول التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة، دعا وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الجانب الصيني إلى أخذ النتائج التي توصلت إليها مفوضية الاتحاد الأوروبي على محمل الجد.

 وتتهم المفوضية الأوروبية  الحكومة الصينية بتقديم إعانات لشركات تصنيع السيارات الكهربائية على نحو يخل بالمنافسة، وهددت بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات منها. في المقابل أعلنت الصين عن إجراء تحقيق لمكافحة الإغراق في منتجات مستوردة من الاتحاد الأوروبي، والتي تشمل لحم الخنزير ومنتجاته الثانوية.

وخلال اجتماع مع ممثلي الحكومة الصينية حول قضايا المناخ في بكين، حذر هابيك اليوم السبت (22 حزيران/ يونيو 2024) من عواقب الحواجز التجارية وعزل الأسواق، وكذلك من الإخلال بالمنافسة عبر منح شركات دعم حكومي، مؤكدا أن هذا لا يمكن أن يصب في مصلحة ألمانيا أو الصين. وشدد هابيك على أن الرسوم الجمركية التي هدد بها الاتحاد الأوروبي ليست تعريفات عقابية  مثل تلك التي فرضتها الولايات المتحدة أو البرازيل أو تركيا، موضحا أن الغرض منها هو ضمان تكافؤ الفرص في المنافسة. وقال هابيك: "هذا تعويض عن المزايا الممنوحة، ولذلك من المهم الآن اغتنام الفرصة التي يوفرها هذا التقرير والحديث عنه والتفاوض بشأنه"، مضيفا أن هذا يعني أنه يمكن إما الوصول إلى نتيجة مختلفة أو تقييم مختلف أو حتى تغيير المسار، وقال: "وإلا فلن يكون من الممكن بالتأكيد الحيلولة دون تطبيق هذه الجمارك التعويضية من أجل الحفاظ على الوصول المشترك للأسواق".

وكان نظير هابيك في الاجتماع هو رئيس اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح، تشنج شان جيه. وتهدف هذه اللجنة إلى التحكم في تطور الاقتصاد الصيني. ووصف تشنج تصرفات أوروبا بأنها "غير مقبولة"، مضيفا أن ذلك سيؤدي على المدى الطويل إلى تقليل  رخاء المستهلكين الأوروبيين والإضرار بتنمية صناعة السيارات الأوروبية ، مشيرا إلى أن هذا لا يتماشى مع الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. وذكر تشنج أن الريادة التكنولوجية لمصنعي السيارات الصينيين تم الوصول إليها بشق الأنفس، مؤكدا أنها ليست نتيجة للإعانات، مشيرا إلى أن بلاده لا تصدر سوى  12,5 % من سياراتها الكهربائية وتبيعها في الخارج بتكلفة أعلى مما تبيعها في الداخل ، مطالبا الحكومة الألمانية بتصحيح النهج الأوروبي الخاطئ.

ع.خ/ (د ب ا، رويترز)