نوادي الدراجات النارية الفخمة تثير الذعر في ألمانيا
٣٠ أبريل ٢٠١٢يمكن التعرف عليهم سريعا من خلال مظهرهم المثير: البنطلون الجلدي، الحزام المطرز والنظرة الصارمة وهم يمتطون دراجات نارية فخمة و قوية الدفع مثل هارلي ديفيدزون الشهيرة. منذ فترة طويلة تراقب الشرطة الألمانية مجموعات نوادي الدراجات النارية مثل مجموعة هيلز إنجلز/ Hells Angels و بانديدوس / Bandidos و Gremium MC و آوت لوس/Outlaws MC. وحاليا تتابع ولاية شمال الراين وستفاليا تحركات هذه المجموعات عن كثب حيث حظر وزير داخلية الولاية الألمانية رالف ياجر ( من الحزب الديمقراطي الاشتراكي) نادي بانديدوس بمنطقة آخن "MC Bandidios Chapter Aachen" وخمسة من المجموعات المتفرعة عن هذا النادي. وقد قام أكثر من 600 شرطي بتفتيش منازل وبنايات من يعرفون باسم مجموعات الروك "Rocker". وقدعثرت الشرطة الألمانية خلال عمليات التفتيش على اسلحة وأموال وعلى جهاز لاسلكي للتجسس على الشرطة.
منذ فترة طويلة تعد مجموعات " الدرجات النارية" ونواديها من المجموعات المشاركة فعلا في أعمال العنف كما إنها متهمة بانتمائها إلى عصابات الجريمة المنظمة.
و برر وزير داخلية ولاية شمال الراين وستفاليا حملة التفتيش هذه بوجود أدلة تشير الى أن مجموعة " Bandidios" في محيط مدينة آخن الألمانية كانت تسعي إلى "توسيع نطاق نشاطها الإجرامي". ويوضح مدير قسم الجريمة المنظمة في هيئة مكافحة الجريمة بمدينة دوسلدورف أن عدد مجموعات "سائقي الدرجات النارية" في هذه النوادي تضاعف منذ منتصف عام 2005 .
مثل الشركات التجارية الكبرى
ويقول الخبير ديرك فيكلينج إن هذه المجموعات تعمل بشكل منظم مثل "الشركات الكبرى" حيث يمتد نشاطها الى مجموع المانيا و الى أوربا أيضا. ويضيف أن لدى هذه المجموعات " مصالح اقتصادية وغالبا ما تنشط في مجال الجريمة المنظمة".
أما المجموعات العاملة على الصعيد الدولي فإنها تنشظ بالخصوص في مجال التجارة بالمخدرات وبمنشطات الأنابوليكا. وتعتبر التجارة المنشطات قطاعا جديدا في أنشطة هذه العصابات حيث إن "استوديوهات الرياضة يتم إمدادها بهذه المواد"، كما يوضح الخبير فيكلينج. وتحاول هذه العصابات أن تعمل خارج نطاق منطقة دول معاهدة شينجن، أي في دول تقع على أطراف أوروبا حيث تتمكن من اقامة مختبرات هناك لتصنيع المخدرات الاصطناعية، "فتكون بذلك خارج نطاق الاتحاد الأوربي وبعيدة عى مراقبة الشرطة الأوربية (يوروبول)".
وتعود جذور مجموعة " Bandidos" للدراجات النارية إلى الجيش الأمريكي حيث شهدت انطلاقتها في مدينة تكساس الأمريكية عام 1996 عندما أسسها Donald Eugene Chambers أحد المحاربين القدامى في البحرية الأمريكية في فيتنام. وكان النادي بمثابة وطن لعدد من الجنود الذين أصيبوا بخيبة أمل بعد عودتهم من حرب فيتنام. ولازالت الدراجة النارية تجسد اليوم بالنسبة لهم - كما كان في السابق - رمزا للحرية وتشير بشكل قوي الى الشعور بحب الانتماء إلى المجموعة النشطين فيها. أما مجموعة Hells Angelsفقد تأسست في عام 1948 في ولاية كاليفورنيا. وبعد أن انضمت إليها أندية أخرى زاد عدد أفرادها قبل أن تجد طريقها إلى أوربا في ستينيات القرن الماضي.
أرني ليشتنبرج/ هبة الله إسماعيل
مراجعة: عبدالحي العلمي