نهر الراين ـ حكاية أحد أهم الأنهار الأوروبية
تحتضن مدينة بون الألمانية معرضا فنيا يتناول البعد التاريخي والثقافي لنهر الراين الذي يعتبر أحد أهم الأنهار في أوروبا. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعض اللوحات التي تؤثث فضاء المعرض.
هذه الصورة الجوية لنهر الراين تُظهر بعض المنعرجات التي يتميز بها. يبلغ طول نهر الراين من منبعه في سويسرا حتى مصبه في بحر الشمال في هولندا 1200 كم ( ميلاً 745).
العربات والطوافات على امتداد النهر قرب مدينة كوبلنز المطلة على قلعة ايرنبرايتشاين. قام الفنان يوهان أدولف لاسينسكي برسم هذه اللوحة المليئة بالحياة في عام 1828. ويكشف المعرض المقام في متحف (Bundeskunsthalle ) بمدينة بون، عن الحضور الفني لنهر الراين، شريان الحياة في أوروبا.
وجد الرومان والكلت وأيضا الألمان الكثير من القطع الذهبية في نهر الراين. ففي بداية القرن الـ19 تم إصدار هذه العملات الدوقية، التي تظهر في الصورة، من دوقية بادن الكبرى. وحتى هذه اللحظة ما يزال النهر الراين يحتفظ بالكثير من الذهب الذي يظهر بين حين وآخر، والذي قُدّر بما يعادل 200 كغ (440 رطل) في السنة. وما يزال صيادو الكنوز مبهورون بكنز "نيبلونغ" الأسطوري الذي يحكى بأنه قد دُفن في أعماق نهر الراين.
كان نهر الراين مصدر إلهام لفنانين كثر منهم: رسام المناظرالطبيعية الإنكليزي ويليام ترنر (1775-1851) الذي اسلتلهم لوحاته من رومانسية نهر الراين. إذ أطلق العنان لخياله بتصويره الصخور والقوارب بأسلوبه المميز عبر ومضات الأضواء وتأثيرات الألوان.
قام المصور الفوتوغرافي ويلي رويمر إبان الحرب العالمية الأولى، بالتقاط صورة لهؤلاء الجنود الفرنسيين الذين ينظرون إلى ما يعرف بـ "الزاوية الألمانية" (Deutsches Eck)، حيث يلتقي نهرا الراين وموزل في مدينة كوبلنز. كان نهر الراين بمثابة الخط الفاصل بين فرنسا وألمانيا آنذاك.
تعامل الفنان الألماني أنسليم كيفر مع الأساطير الجيرمانية وتلك المستوحاة من الإنجيل في أعماله بشكل خاص. في هذه اللوحة التي ترجع للعام 1982، والتي تحمل اسم "الإيمان، الأمل، الحب والأب والإبن والروح القدس"، قام ببناء عناصر مستمدة من حديقة راين أوه في بون التي تشغل جزءاً من المعرض أيضاً.
ومن أكثر الأماكن شهرة التي تطل على نهر الراين، صخرة "دراخنفيلز"، قرب مدينة بون. وفقاً لأسطورة نيبلونغ، قام سغفريد بمحاربة التنين الذي كان يحرس الأميرة المحتجزة هناك. حيث تمكن سغفريد من هزيمة التنين وتحرير الأميرة وإعادتها إلى والديها في مدينة وورمز. استلهم كاسبر يوهان نيبوموك شويرن، فنان المناظر الطبيعية، هذه اللوحة من الموقع هناك في عام 1851.
يادوكس شالابال فنان من مدينة كولونيا، في عام 1825 قام بتوثيق موكب الكرنفال التي شهدته المدينة الواقعة على ضفاف نهر الراين في ذلك العام، مستعرضاً موكب المحتفلين والخيول المزينة، بالإضافة إلى موكب تقليدي آخر يسخر من شخصيات سياسية، موضحاً كل ذلك في الصورة.