"نعم للحوار، لا للتطبيع مع إسرائيل"
٩ سبتمبر ٢٠٠٧لا يعتبر الشيخ محمد حسين فضل الله زعيما روحيا لحزب الله فقط، ولكن أيضا من أكبر علماء الدين الشيعة، وكلمة الزعيم الروحي فضل الله تملك تأثيرا ليس فقط على مليون ومائتي ألف شيعي لبناني، بل تتجاوز حدود لبنان وتملك ثقلا في أرجاء واسعة من العالم الإسلامي، وليس فقط من ناحية لاهوتية، ففضل الله البالغ من العمر اثنين وسبعين عاما، كان من مؤسسي "حزب الله" سنة 1982. وهو يدعمه عسكرياً ضد ما يسميه بـ "الاعتداءات الإسرائيلية".
رفض الإرهاب الإسلاموي
يرفض الزعيم الروحي للبنانيين الشيعة الإرهاب الصادر عن منظمات مثل منظمة القاعدة الإرهابية، ويقول عن ذلك:"هناك جماعات إسلامية متطرفة، أخطأت فهم النص الديني. تحاول هذه الجماعات، عبر استعمال العنف ضد أهل الديانات والأفكار الأخرى، بل وعبر استعمال العنف ضد المسلمين أنفسهم، الوصول إلى تحقيق أهدافها، لكن أغلبية المسلمين في العالم يرفضون هذا العنف، ولا تمثل هذه المجموعات إلا أقلية ضئيلة داخل المجتمع الإسلامي".
وحتى في أوروبا، لا وجود إلا لعدد ضئيل من المسلمين ممن يختار الانضواء تحت حركات راديكالية، يقول فضل الله، وعبر مقابلته مع دويتشه فيله، يدعو فضل الله كل المسلمين في أوروبا إلى العيش كمواطنين ومسلمين خيرين، وإلى احترام النظام والقانون، وقال بهذا الصدد:" في كل رسائلنا وفتاوينا إلى المسلمين في ديار الغرب، أكدنا على ضرورة احترام الأمن والنظام العام في البلد التي يعيشون فيها، كما دعوناهم إلى الانفتاح على المجتمع الذي يعيشون بين ظهرانيه، كما أكدنا على وجوب أن يحترموا الواجبات الإسلامية، التي لا تتعارض مع النظام العام".
استغلال للإسلام
يسيء المتطرفون الإسلاميون فهم ثقافة الإسلام في رؤيتها الإنسانية الشاملة، يقول الشيخ فضل الله، ويتوجب على الأوروبيين أن يتعاملوا معهم بنفس الصرامة التي يتعاملون بها مع اليمين واليسار المتطرف. بل إن فضل الله يؤكد بأن الإسلام في رأيه يتعارض كليا مع العنف، ولا يخوض حروبا إلا دفاعا عن النفس، لكنه يرى بأن الكفاح المسلح ضد إسرائيل أمر شرعي، لأن إسرائيل تحتل بلدا عربيا، كما يرى بأن العمليات الانتحارية أمر شرعي، ولكن بشرط أن تكون موجهة ضد الجنود وليس ضد المدنيين. "وهنا نقول، بأنه من غير المسموح القيام بتلك العمليات ضد الأطفال والنساء والعجزة والمدنيين عموما".
ابتعاد حذر عن مفهوم العنف
وبذلك يبتعد فضل الله في حذر عن مفهوم العنف عند حزب الله، لكنه لا يتورع في خطبه عن إدانة التدخل الإسرائيلي والأمريكي في لبنان والشرق الأوسط. أما بالنسبة لنا، كصحفيين من ألمانيا، فيريد أن يبعث معنا برسالة مغايرة:" إننا ندعو إلى حوار الثقافات، بين المتدينين والعلمانيين كما بين المتدينين أنفسهم، لأنا نعتقد بأن الحوار الوسيلة الحضارية والإنسانية الوحيدة التي تضمن تحقيق التفاهم والسلام بين الشعوب".
لكن الشيخ فضل الله لم يقدم جوابا عن الظروف التي يمكن أن يقوم فيها حوار ويتحقق فيها سلام مع إسرائيل.