نشطاء: توقفوا عن إنجاب الأطفال حفاظاً على البيئة!
٣١ أكتوبر ٢٠٢٢القلق من تغير المناخ هو ما يشغل الرأي العام العالمي في الوقت الحالي. إذ يمثل تغير المناخ التهديد الأول للإنسان، وقد لا يمكن ملاحظة عواقبه على الفور في كثير من الأحيان. غير أن الأحداث الأخيرة مثل الصيف الماضي الحار الذي شهدته ألمانيا وكذلك فيضانات باكستان التي غمرت ثلث البلاد، تقدم لمحة فقط عما قد ينتظر الإنسان في المستقبل.
بسبب هذا القلق، يحاول كثيرون تغيير نمط حياتهم، على سبيل المثال من خلال الاستغناء عن استخدام السيارات والسفر جوا أو أكل اللحوم. لكن مجموعة من نشطاء البيئة المتشديين تذهب أبعد بعدم إنجاب أطفال.
حركة نسائية تسمى "BirthStrike"، تضم نساء شابات، أسستها المغنية والناشطة البريطانية، بليث بيبينو (33 عاما) والتي قالت في مقابلة تلفزيونية مع "بي بي سي" عام 2019: "أنا قلقة للغاية لأنني قررت عدم إنجاب أطفال". لكن ما الذي يجعل نشطاء حماية البيئة والمناخ يؤيدون مثل هذا الإجراء الصارم؟
على هذا التساؤل يقدم برنوارد كزانغ، أستاذ الفلسفة العملية وأخلاقيات العمل في جامعة مانهايم الألمانية، الإجابة نقلاً عن مدونة WEB الألمانية. ويرى أن هذا القلق من قبل مؤيدي حركة "مقاطعة الإنجاب" يمكن تفسيره على أنه "من ناحية، يتعلق القلق بالمخاطر البيئية التي يسببها الأطفال، مثل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. ومن ناحية أخرى، يوجد أيضاً القلق من عدم قدرة الأطفال على المتع بحياة تستحق العيش في المستقبل لأن هذا العالم سيتحول إلى خراب "، على حد قول الأستاذ الجامعي.
مكان الولادة يحدد كمية الإنبعاثات!
كما أجرى الباحثان، سيث واينز وكيمبرلي إيه نيكولاس، من جامعة "لوند" في السويد، دراسة عن مدى عقلانية الإجراء الذي اتخذه دعاة "مقاطعة الإنجاب". إذ تناول الباحثان التدابير التي تؤدي إلى تقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وتضمنت أيضًا عدم إنجاب الأطفال. وفق ذلك يتم تجنب ما معدله 50 طناً من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً. وهو أكثر مما يمكن توفيره من خلال الاستغناء عن سيارة (5,3 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً) أو اللحوم (1,6 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً).
غير أن كزانغ يرى أن البديل قد يكون عبر التبرع بسخاء للحد من النمو السكاني في جنوب الكرة الأرضية. ويشرح الأستاذ الجامعي البديل المقترح بأنه "يمكن تحقيق نفس التأثير أو أكثر من خلال التبرعات والالتزام البيئي. وهذا كله بتكلفة أقل".
وترتبط كمية الانبعاثات التي يسببها الطفل بمكان ولادته، وفق كريستيان باتس، أستاذ أخلاقيات المناخ والعدالة العالمية في جامعة كريستيان ألبريشت في كيل، ويقول "قد يكون لدى شخص فقير في أفريقيا جنوب الصحراء عدد كبير من الأطفال بحيث لا يمكن لانبعاثاته إلا أن تقارب انبعاثات طفل ألماني عادي. غير أن هناك أيضاً أثرياء في جنوب الكرة الأرضية. على سبيل المثال أطفال أحد أقطاب صناعة الصلب الهندية، يالتأكيد ستكون انبعاثهم أكثر بكثير من انبعاثات يصدرها طفل ألماني من ذوي الدخل المنخفض" ويتابع باتس "كمية الانبعاثات التي يسببها الفرد تعتمد إلى حد كبير على الظروف المحيطة به".
إ.م/ ع.ج