نحو 200 مهاجر عالقون في ميناء بصقلية بانتظار المجهول
٢٣ أغسطس ٢٠١٨بعد أسبوع من إنقاذ خفر السواحل الإيطاليين لنحو 200 مهاجر، سُمح يوم أمس فقط للأطفال بالنزول لتلقى العلاج والغذاء، أما بقية المهاجرين العالقين على متن السفينة بميناء كاتانيا بصقلية فيبقى مصيرهم مجهولا، وسط تجديد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني الخميس(23 آب/أغسطس 2018) لرفضه السماح لهم بالنزول في إيطاليا، واتهم شركاء بلاده في الاتحاد الأوروبي بعدم التحرك. وقال وزير الداخلية اليميني المتشدد في مقابلة إذاعية "لن ينزل أحد في إيطاليا دون إذني".
وكانت السفينة "ديتشيوتي" التابعة لخفر السواحل أنقذت المهاجرين في 15 آب/أغسطس في دراما جديدة أثارت جدلاً سياسياً داخل إيطاليا، حيث وصف رئيس الوزراء السابق باولو جينتيلوني من الحزب الديموقراطي اليسار الوسطي، تعامل سالفيني مع الوضع بأنه "عار وطني". فيما جدد سالفيني اتهاماته لدول الاتحاد الأوروبي وقال أنها تتخلى عن مسؤولياتها.
وعلى صفحته على فيسبوك اتهم العديد من الدول الأوروبية بما فيها ألمانيا وإسبانيا بالتراجع عن الاتفاق لاستقبال مهاجرين سمح لهم بالرسو في ميناء بوزالو في صقلية في تموز/يوليو. وقال "لماذا نثق بهم هذه المرة؟ قبل أن يطلبوا إنزال المهاجرين من ديتشيوتي يجب على أوروبا أن تقدم لنا إيضاحات. لن أتراجع".
يذكر أنه سمح لـ13 من بين المهاجرين وعددهم نحو 190 مهاجرا بالنزول على جزيرة لامبيدوزا لأسباب صحية قبل أن تكمل السفينة رحلتها إلى ميناء كاتانيا في صقلية.
وكان سالفيني سمح يوم أمس لـ27 قاصرا ليس معهم مرافق بالنزول من القارب، بينما بقي الآخرون على متنه رغم دعوات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ووكالات الإغاثة بالسماح لباقي المهاجرين بالنزول. ويصر سالفيني على أن من بقوا على القارب هم "مهاجرون غير شرعيين" وليس لهم الحق في الحماية الإنسانية الممنوحة للاجئين.
بدورها قالت المفوضية الأوروبية الخميس إنها ترغب في "حل سريع حتى يتمكن الأشخاص الموجودون على متن السفينة من النزول بأمان بالسرعة الممكنة".
على صعيد متصل، رفضت ليبيا الخميس استقبال المهاجرين العالقين في صقلية الإيطالية بعد أن هدد وزير الداخلية سالفيني بإعادتهم إليها. وأعلن وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية محمد سيالة في بيان أن "ليبيا لا تقبل هذا الإجراء المجحف وغير المشروع فلديها ما يزيد عن سبعمئة ألف مهاجر".
يشار إلى أن ليبيا تحولت إلى نقطة عبور للمهاجرين القادمين من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء باتجاه أراضي القارة الأوروبية في رحلات غير شرعية ومحفوفة بالمخاطر على متن قوارب متهالكة. وتستقبل ليبيا المهاجرين الذين يعترض خفر السواحل الليبيين قواربهم في مياهها الإقليمية، لكنها غالبا ما ترفض استقبال من يتم إنقاذهم قبالة سواحلها من قبل سفن أجنبية أو تابعة لمنظمات إنسانية غير حكومية.
على صعيد آخر، وفي خطوة غير مألوفة، أعادت إسبانيا اليوم الخميس 116 مهاجرا اقتحموا الحدود الإسبانية عند جيب سبتة فوق الأراضي المغربية في أول أيام عيد الأضحى، أعادتهم إلى المغرب، حيث تم تسليمهم بمجاميع صغيرة إلى الشرطة المغربية، وفق ما أكدته وزارة الداخلية الإسبانية في مدريد.
ح.ع.ح/أ.ح(د.ب.أ)