نجمة الشطرنج سارة خادم تهرب من إيران بسبب الرقابة والقيود
١٠ يناير ٢٠٢٣منذ بداية الاحتجاجات في إيران ، دُعمت الحركة الاحتجاجية ضد المؤسسة الدينية الحاكمة من قبل العديد من الشخصيات الرياضية البارزة في البلاد.
لم تكن النخبة النسائية في عالم الشطرنج الإيراني استثناء. ففي أواخر كانون الثاني/ ديسمبر، انضمت سارسادات خادم الشريعة، (سارة خادم) اختصارا، إلى صفوف محترفات الشطرنج الإيرانيات اللواتي رفضن بشكل قاطع الحجاب الإجباري في بطولة (FIDE World Rapid and Blitz) في ألماتي، كازاخستان.
وبذلك، أظهرت بطلة الشطرنج البالغة من العمر 25 عاما تضامنها مع الحركة ضد نظام الحكم الإيراني.
البحث عن ملجأ في إسبانيا
كان لقرار خادم بعدم ارتداء الحجاب أثناء ظهورها في كأس العالم عواقب فورية. بعد الحدث، سافرت خادم من كازاخستان إلى مدينة غير معروفة في إسبانيا مع زوجها المخرج السينمائي أرديشير أحمدي وابنهما البالغ من العمر 10 أشهر. ومن المحتمل أن تؤدي العودة إلى إيران إلى عواقب تهدد حياة نجمة الشطرنج.
كما عتبر قضية المتسلقة الإيرانية إلناز ركابي، التي شاركت دون حجاب في بطولة آسيا في سيول بكوريا الجنوبية في تشرين الأول / أكتوبر، بمثابة قصة تحذيرية. إذ عند عودتها إلى إيران، وُضعت ركابي رهن الإقامة الجبرية، وتعرضت إلى جانب الوفد المرافق لها منذ ذلك الحين لترهيب على نطاق واسع.
يعتبر التهديد بنزع الملكية وحظر مغادرة البلاد ونشر الاعترافات القسرية، من الممارسات القاسية الي تتخذها الدولة ضد المنشقين. من بين الحد الأدنى من السجناء الذين قُبض عليهم لانتقاد النظام الشمولي على مدى الأشهر الأربعة الماضية والذين يقدر عددهم بـ 20 ألف سجين، هناك العديد من الرياضيين المعروفين، الذين يواجهون الآن تهماً، وقد تم تهديدهم بأحكام قضائية قاسية، من ضمنها الإعدام.
بعد وصولها إلى إسبانيا، كتبت خادم على إنستغرام: "هجرتي هي قرار عائلي. لم أتقدم بطلب لجوء هنا. بسبب نجاحاتي الرياضية وتعدد جنسيات زوجي، لم أكن أبدا قلقة بشأن حق الإقامة في الخارج".
قد يكون بلدها الجديد بمثابة نقطة انطلاق لنجاحات رياضية جديدة في بطولات الشطرنج. وأشارت إلى أنه "خلال السنوات الثلاث الماضية، مُنعت من مغادرة البلاد. ونتيجة لذلك، فاتني كثير من المنافسات والبطولات المهمة". ومع ذلك، فإن النجمة المصنفة رقم 17 على مستوى العالم للسيدات لم تستبعد العودة إلى وطن
نجمة شطرنج في المنفى
تعتبر خادم خامس نجمة شطرنج إيرانية تفر من البلاد في السنوات الأخيرة. وقبلها، كانت قد قررت كل من مترا حجازيبور وغزال حكيم فرد وأتوسا بوركاشيان ودرسه دراخشاني الهجرة لأسباب مماثلة. تلعب بوركاشيان ودراخشاني الآن مع المنتخب الأمريكي، بينما تلعب حكيميفارد مع منتخب سويسرا، وحجازيبور مع منتخب فرنسا.
من جهة أخرى، لم يعد علي رضا فيروزجا يمثل وطنه على رقعة الشطرنج. قبل عام، كان لاعب الشطرنج الإيراني المحترف أصغر لاعب يصل إلى تصنيف 2800. وتمكن في عمر 18 سنة فقط، أن يحتل المرتبة الثانية في العالم. ومع ذلك، غادر وطنه في عام 2019 ليتنافس مع فرنسا منذ عام 2021.
كما غادرت محكمة الشطرنج الدولية شهره بيات إيران منذ عامين، بعد أن أدارت بطولة في الخارج دون ارتداء الحجاب، متجهة إلى المملكة المتحدة.
رقابة لا تطاق
شايسته قادربور لاعبة شطرنج إيرانية سابقة تنافست على (Hamburger SK) في موسم 2013/14 في البوندسليغا واعتادت على المنافسة في الخارج مع أساتذة الشطرنج الإيرانيين المغتربين.
في مقابلة مع DW قالت قادربور "عند المشاركة في البطولات الدولية في الخارج، نهدر نصف طاقتنا في الهروب من التدقيق المزعج لحراس الأخلاق الذين يسافرون معنا في المنتخب الإيراني.. كان مبعوثو النظام الإيراني يتفقدون باستمرار ما إذا كان حجابنا الإجباري مناسبا وفقا للوائح وما إذا كان أي شعر في الرأس ظاهرا".
وأضافت قادربور أن أي "انتهاكات" كانت ستؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل منع مغادرة البلاد والقيود المفروضة على ممارسة الرياضة والأنشطة المهنية.
تشعر لاعبة الشطرنج السابقة التي تعيش حاليا في ولاية فلوريدا الأمريكية، بتعاطف كبير مع خادم وآخريات، اللواتي "ليس لديهن بديل". من وجهة نظرها، فإنه أمر لا يطاق "أن تخضع للرقابة، وأن تتظاهر بشكل خاطئ بأن لديك وجهة نظر غير مقبولة للعالم وأن تقاتل بمفردك دائما".
كما شددت على أنه "يجب عدم تقييد الحريات الشخصية للرياضيين بواسطة قوانين خاصة في إيران، ففي عصرنا لم يعد هذا مبررا".
فريد أشرفيان/ ريم ضوا