Gründung Mittelmeer Union
١٤ يوليو ٢٠٠٨قالت الدكتورة ماريا آنخيلا روكي مديرة دراسات معهد كتلانيا المتوسطي ببرشلونة، أن فرص نجاح "الإتحاد من أجل المتوسط" رهينة بوجود إرادة من دول الضفة الجنوبية للمتوسط والاتحاد الأوروبي لتفعيل القرارات والمشاريع التي أقرت.
لكن الخبيرة الاسبانية في معهد كتلانيا المتوسطي الذي كان من أهم صانعي فكرة مسار برشلونة، قالت في حوار مع "دويتشه فيله" أنه لا يمكن القول أن دول الشمال الأوروبي وخصوصا ألمانيا غير مهتمة بجنوب المتوسط.
الاتحاد المتوسطي متواضع الطموحات
وفي ردها على سؤال ماذا يحمله " الاتحاد من أجل المتوسط" من جديد مقارنة مع مسار برشلونة، تعتقد الدكتورة ماريا أن "مسار برشلونة كان طموحا جدا وكان ذلك ضروريا وقد كانت أهميته في انطلاقته بثلاث أبعاد: اندماج اقتصادي وفضاء إقليمي للأمن والاستقرار بالإضافة دور المجتمع المدني"، وأضافت في هذا الإطار: "أما نتائج مؤتمر القمة في باريس، فقد كانت منطلقة من مشروع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد أن أجريت عليه تعديلات، ومن أهمها التأكيد على عنصر الاستمرارية مع مسار برشلونة".
وتقر الدكتورة ماريا أن مشروع ساركوزي في بدايته كان فيه نوع من تضخيم الدور الفرنسي على حساب الأطراف الأوروبية الأخرى وربما يجد ذلك تفسيره في الحجم الكبير للمصالح الفرنسية مع بلدان المغرب العربي مثلا . وعما إذا كان مشروع الاتحاد المتوسطي على حساب الاسبان الذين بادروا بمشروع مسار برشلونة، تعتقد الدكتورة ماريا أن "الاتحاد من أجل المتوسط" لم يطرح كمشروع منافس بالنسبة للإسبان، لكنهم في نهاية المطاف يشعرون بنوع من الحزن لأنهم بعدما نجحوا في برشلونة في تحقيق نجاح كبير بجمع كافة الشركاء في ضفتي المتوسط، لم يتحقق المشروع كما كانوا يطمحون.
وتعتقد أن التفكير فقط ببعد اقتصادي ومنطق الشركات وتهميش مسألة المجتمع المدني وعمليات الإصلاحات الديمقراطية، فهو أمر سيء. وتلاحظ الخبيرة الاسبانية أنه مهما كان اهتمام الشركات بالاستثمار في جنوب المتوسط ، فإن اهتمامها يظل محدودا بقضايا المجتمع المدني والديمقراطية، ولذلك فهي تعتقد أن الدور الأساسي في هذا المجال يبقى على عاتق الاتحاد الأوروبي ومؤسسات التعاون، لأنها تساهم بذلك في ترسيخ الاستقرار في جنوب المتوسط، وهو عنصر ضروري للاستثمار.
ألمانيا مهتمة بجنوب المتوسط رغم تركيزها على شرق أوروبا
وحول توقعاتها بمستقبل دور" الاتحاد من أجل المتوسط" وفرص نجاح المشاريع التي أعلنت، تعتقد الدكتورة ماريا أن ذلك "يتوقف أولا على توفر الإرادة من بلدان جنوب المتوسط والاتحاد الأوروبي". وفي ردها على قلق بلدان جنوب المتوسط إزاء عدم اهتمام بعض الدول الأوروبية خصوصها الشمالية، بأولوية التعاون مع جنوب المتوسط ، تقر الخبيرة الاسبانية بأن التحفظات التي أظهرتها بعض دول الشمال الأوروبي على مشروع الرئيس ساركوزي، ساهمت في تعديل عدد من طموحات المشروع ، كما أن الاتحاد الأوروبي لم يف بتعهداته المالية التي كانت مقررة ضمن برنامج "ميدا" في إطار مسار برشلونة .
لكن الخبيرة الإسبانية لاحظت أن فنلندا قدمت خلال رئاستها للإتحاد الأوروبي أكبر مساعدة لبرامج تطوير أوضاع المرأة في بلدان الجنوب. وأضافت "صحيح أن مسار انضمام بلدان أوروبا الشرقية، يشكل انشغالا كبيرا لبلدان الاتحاد الأوروبي ولاسيما ألمانيا، وقد استهلاك ذلك جزءا كبيرا من طاقات الاتحاد" واستطردت قائلة: " ولكن ألمانيا تستثمر في بلدان الجنوبي المتوسطي وهي ثالثا مستثمر في بلد مثل المغرب. ولذلك لا يمكننا القول بأن ألمانيا غير مهتمة ببلدان جنوب المتوسط".
وتضيف الخبيرة الاسبانية أن العلاقات الثنائية مع بلدان الجنوب المتوسطي تحظى باهتمام متواصل من قبل الدول الأوروبية وتشهد تناميا ملحوظا، ومثال ذلك علاقات إسبانيا وفرنسا ببلدان المغرب العربي ، بينما تفرض ميكانيزمات عمل الاتحاد الأوروبي إيقاعا معينا على العلاقة بين الإتحاد ودول الجنوب.
نزاعات بلدان الجنوب تعرقل الشراكة
وتعتقد الخبيرة الاسبانية أن من عوامل عرقلة مبادرات الشراكة بين ضفتي المتوسط، وجود نزاعات مزمنة مثل نزاع الشرق الأوسط بين إسرائيل وجيرانها العرب ولكن أيضا بين البلدان العربية وقالت "إنه مشكل خطير جدا حيث نجد نزاعات كثيرة في بلدان الجنوب مثلا بين بلدان المغرب العربي، وهو ما يجعل من الصعب أن يتقدم مسار الشراكة على مستوى أفقي بين بلدان الجنوب أو أن ننتظر إلى سنة 2010".