نتانياهو يلتقي كبار القادة السياسيين الألمان وسط انتقادات لسياسة الاستيطان
٢٧ أغسطس ٢٠٠٩وجّه إكارت فون كلادن، المتحدّث باسم السياسة الخارجية للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، انتقادات لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية. وتأتي هذه الانتقادات قبيل اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالمستشارة الألمانية ووزير الخارجية فرانك-فالتر شتاينماير في برلين اليوم الخميس (27 أغسطس /آب).
وقال فون كلادن في تصريحات للإذاعة الألمانية اليوم الخميس: "التوسّع المستمر وبناء مستوطنات جديدة انتهاك لالتزامات إسرائيل تجاه خارطة الطريق". وأكد السياسي الألماني مسؤولية الاتحاد الأوروبي تجاه هذا الأمر، إذ قال: "يتعين علينا كأوروبيين محاولة الوصول إلى موقف موحّد، وعلينا بعد ذلك تنسيق سياستنا بشكل مكثّف مع الولايات المتحدة".
ميركل تطالب إسرائيل بقبول حل الدولتين
وفي سياق متّصل، كانت المستشارة الألمانية قد طالبت إسرائيل بإبداء مزيد من الاستعداد للقبول بحلول وسط لتسوية الصراع الشرق أوسطي. وأكّدت ميركل أمس الأربعاء (26 آب/أغسطس) تأييدها للتوصّل إلى حل بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس دولتين متجاورتين. وفي هذا السياق قالت في تصريح لها للقناة الألمانية الإخبارية (إن 24) إن "فرصة الدّخول في مفاوضات جديدة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني تعدّ مناسبة في الوقت الحالي"، مشيرة إلى ضرورة استغلال الفرصة السّانحة لخوض المفاوضات. هذا ومن المنتظر أن تركّز المباحثات التي سيجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي مع المسئولين الألمان على جهود إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى عدد من القضايا الأخرى، في مقدمتها الملف النووي الإيراني وإمكانيات تشديد العقوبات ضدّ طهران.
الطابع التاريخي الخاص لزيارة نتانياهو
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد استهل أمس الأربعاء (26 أغسطس / آب) زيارته الأولى لألمانيا منذ تسلّمه منصبه في مارس/آذار الماضي، بمحادثات مع الرّئيس الألماني هورست كولر، تناول فيها المساعي والجهود الهادفة إلى إحياء عمليّة السلام في الشرق الأوسط. يشار إلى أن ألمانيا هي المحطّة الثانية ضمن جولة نتنياهو الأوروبية التي بدأها أول من أمس الثلاثاء (25 آب/أغسطس) في العاصمة البريطانية لندن.
وعلى صعيد آخر، من المقرّر أن يتسلّم نتانياهو اليوم الخميس خرائط أصلية لمعسكر أوسشفيتس النّازي، عثر عليها أخيرا في برلين، لنقلها إلى نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة في القدس. كما من المقرّر أن يزور نتانياهو في ختام زيارته الرسمية لألمانيا، التي تستغرق يومين، فيلا فانزيه في ضواحي العاصمة الألمانية، والتي كان قرّر فيها القادة النازيون خلال الحرب العالمية الثانية، في كانون الثاني/يناير 1942، إبادة اليهود في أوروبا. يذكر أن هذه هي المرّة الأولى التي يزور فيها رئيس وزراء إسرائيلي هذا الموقع الذي تم تحويله إلى متحف في عام 1992.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: هشام العدم