نبي كيتا.. ابن كوناكري الطامح إلى منافسة ميسي ورونالدو
٩ فبراير ٢٠١٧يواجه النجمان العالميان كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي الكثير من المنافسين الطامحين في الوصول إلى لقب أفضل لاعب في العالم، وآخر من ينضم إلى هذه القائمة الطويلة نبي كيتا، لاعب خط الوسط المهاجم بنادي ريد بول لايبزيغ الألماني، بعد أن أعلن رغبته في أن يصبح أفضل لاعب في العالم.
وقال كيتا في حديث مع مجلة "شبورت بيلد" الألمانية في عدد هذا الأسبوع "أود أن أصير أحسن لاعب في العالم، إنه هدف يحركني، لكني أعرف أن الطريق إليه ما زال بعيداً جداً."
انتقل اللاعب الغيني الشاب (21 عاماً) إلى لايبزيغ الصيف الماضي، قادماً من رد بول سالزبورغ النمساوي مقابل 15 مليون يورو بعقد يمتد حتى 2020. وقد لفت كيتا الأنظار إليه منذ أول مباراة له في الدوري وكانت تلك المباراة في الجولة الثانية من البوندسليغا أمام بوروسيا دورتموند. واستطاع كيتا أن يحرز هدف المباراة الوحيد والفوز لفريقه 1- صفر، قبل دقيقة واحدة من نهاية المباراة.
في العاشر من فبراير/ شباط سيبلغ كيتا، المولود في كوناكري عاصمة غينيا، عامه الثاني والعشرين، ويقول لـ"شبورت بيلد" إنه الآن في "قمة مستواه" ويضيف "لكني ما زلت أيضاً صغيراً ولذلك لم يكتمل تطوري. هذه هي البداية، وهدفي دائماً هو الحفاظ (على أدائي) وتحسين (مستواي)."
تضاعفت قيمته بشكل غير عادي
نشأ نبي كيتا في ظروف معتادة في قارة إفريقيا، ولأن والده كان يعشق النجم البرتغالي ديكو فقد أطلق على ابنه اسم نبي ديكو. ويقول النجم الشاب إنه بدأ لعب كرة القدم باستخدام كرة من البلاستيك مثل غيره من الصبية في شوارع كوناكري، حيث كانوا يجعلون إطارات السيارات الواقفة حدوداً للمرمى.
وعندما كان يذهب مع والدته إلى أحد محلات السوبر ماركت كان نبي يركل بقدمه الأشياء "المدورة" وأحياناً تنكسر ولذلك كانت تقول له أمه "التسوق معك مكلف جداً."
بدأ نبي ديكو كيتا يركز في كرة القدم منذ كان عمره 10 سنوات ولعب للناشئين في نادي سانتوبا، الذي يعد أحد الأندية المشاركة في البطولة الوطنية في غينيا. ثم انتقل إلى نادي إستر، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية بفرنسا، وهناك عرف الفرق بين اللعب في إفريقيا وأوروبا حسب ما ذكر للمجلة الألمانية: "في إفريقيا كان علي كل مرة أن انظر هل معي مال يكفي لكي أذهب راكباً إلى مكان التدريب أم لا؟" وتابع كيتا "وبعد ذلك كانت أول فكرة تخطر على بالي هي: أين يمكنني أن أحصل على طعام؟ وماذا يمكنني أن أكل اليوم وأين أجد شيئاً ما؟."
لعب نبي كيتا في إستر لمدة عام تقريباً في الفترة من 2013 حتى 2014، حيث اشتراه نادي رد بول سالزبورغ مقابل 1.5 مليون دولار قبل أن يبيعه إلى لايبزيغ بعشرة أضعاف. واستطاع كيتا أن يحقق نجاحاً كبيراً مع سالزبورغ حيث فاز بالدوري النمساوي في 2015 و2016، وفاز بالكأس في 2015، كما فاز بلقب أفضل لاعب في النمسا عام 2016. أما في بلده غينيا فحصل على لقب أفضل لاعب في غينينا عام 2015.
لاعب متواضع ومتحمس لأهله وبلده
يحكي مارفين كومبر زميل كيتا في لايبزيغ أن نبي يتميز بـ"التواضع الشديد والطموح". ويوضح كيتا في حديثه مع "شبورت بيلد" أن من المهم بالنسبة له أن يعمل على نفسه ويحسن أدائه "وهذا هو الطموح. كما أنني سأبقى متواضعاً دائماً لأني هكذا تربيت."
يتخذ نبي كيتا من اللاعبين الأفارقة أمثال إيتو ودروغبا قدوة من أجل أن يطور من أدائها ويقول "إنهما كان دائما يقومان بالخطوة التالية، ومن الطبيعي أن أسعى لكي أنضج." ويطلب كيتا من مدربه في لايبزيغ بشكل دائماً أن يرشده إلى المواطن التي يجب أن يتحسن أداؤه فيها، ويقول إن المدرب يقوم بالشرح له على فيديو آخر مباراة "ودائماً أجد شيئاً لم أكن فيه جيداً."
ورغم عشق والده لديكو البرتغالي وتسمية ابنه نبي ديكو؛ إلا أن اللاعب الشاب يعتبر الأسباني أندرس أنيستا مثله الأعلى، ويقوم كثيراً بمشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بالنجم الأسباني. واستطاع كيتا أن يحرز أربعة أهداف ويصنع خمسة أخرى خلال مشاركته مع لايبزيغ في 16 مباراة حتى الآن.
يحكي نبي ديكو كيتا أن الناس في بلاده أصبحت متحمسة جدا لنادي لايبزيغ الألماني وأصبح التلفزيون في غينيا يبث التقرير تلو الآخر عن لايبزيغ، وعندما يفوز النادي الذي يحتل حالياً المركز الثاني في الدوري الألماني يتلقى كيتا مئات الرسائل من إفريقيا وهذا يثير الحماس داخله "أحب أن يكون أسرتي وأصدقائي وبلدي فخورين بي، وحلمي هو أن أقود غينيا للصعود إلى كأس العالم للمرة الأولى"، بحسب ما ختم كيتا حديثه مع "شبورت بيلد".