نباتات "الحفريات الحية" تستغل الحشرات من أجل التكاثر
٥ أكتوبر ٢٠٠٧يعتمد نبات السيكاد (من السيكاسيات) في تكاثره بشكل خاص على الحشرات التي تربطه مع هذا النوع من النباتات علاقة تكافلية منذ زمن طويل. فنباتات السيكاد طورت آلية خاصة استطاعت من خلالها أن تنجو من خطر الانقراض وأن تتكيف مع الظروف المناخية المختلفة. فهي تستخدم الحرارة والكيمياء والغذاء في إغراء أو تنفير الحشرات على مبدأ لعبة اليويو.
ويرجع تاريخ هذه النباتات الحفري من 290 مليونا إلى 250 مليون سنة، حيث كانت تعد من أهم الموارد الغذائية للديناصورات. ونبات السيكاد هو شجرة تشبه النخيل إلى حد كبير وتعرف باسم "الحفريات الحية"، وقد يصل ارتفاعها إلى اثني عشر متراً، وهو النبات الوحيد الباقي من فصيلة السيكاسيات عاريات البذور. وتعتمد نباتات السيكاد في تكاثرها على حشرات تسمى التربسة التي تحمل اللقاح من أجزائها الذكرية إلى أجزائها الأنثوية حسبما جاء في مقال في مجلة ساينس الصادرة يوم الجمعة المنصرم.
علاقة تكافلية
ففي هذا السياق أجرت إيرين تيري أستاذة الأحياء بجامعة يوتاه وزوجها روبرت رومر أستاذ الهندسة الميكانيكية بالجامعة دراسة لكشف أسرار التلاقح عند هذه النباتات. وقبل هذه الدراسة كان المعتقد أن لقاح السيكاد ينتقل عشوائياً مع الريح. الأمر الذي ثبت بطلانه، فقد تبين للعلماء أن بعض البويضات يكون في موقع أعمق من أن يصلها اللقاح بطريقة الريح. وعليه فإن "المخروط" الذكري يغري حشرات التربسة للدخول إلى قلبه لتأكل لقاحها، ثم يرفع النبات من حرارته لينتج رائحة سامة تنفر الحشرات. نفس "الخدعة" يقوم بها المخروط الأنثوي الذي يطلق رائحة أكثر جاذبية لاجتذاب حشرات التربسة المغطاة باللقاح إلى وسطها.
يقول رومروهو مهندس ميكانيكي استغل معرفته بالنقل الحراري في المساعدة في إجراء الدراسة إن نباتات السيكاد "تقايض الغذاء بالجنس". فاللقاح هو الشيء الوحيد الذي تأكله حشرات التربسة ومن ثم فهي تعتمد تماما على هذه النباتات. وحشرات التربسة هي الكائنات الوحيدة التي تقوم بتلقيح هذه النباتات".