نائبان لبنانيان يعتصمان في البرلمان حتى انتخاب رئيس
٢٠ يناير ٢٠٢٣ينفّذ نائبان معارضان اعتصاماً مفتوحاً منذ ظهر الخميس داخل قاعة مجلس النواب اللبناني، في خطوة غير مسبوقة لحضّ البرلمان على عقد جلسات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، في وقت تتعمّق أزمة البلاد الاقتصادية والسياسية.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، فشل البرلمان الخميس للمرة الحادية عشرة في انتخاب رئيس جراء انقسامات سياسية عميقة، خصوصاً أن أي فريق سياسي لا يملك أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشح.
وأمضى النائبان ملحم خلف ونجاة عون صليبا ليلة الخميس/الجمعة في القاعة العامة لمجلس النواب. وقالت عون صليبا، وهي أكاديمية وخبيرة بيئية، في شريط مصور من قاعة البرلمان صباح الجمعة "نمنا الليلة هنا.. نعتقد أنه نهار جديد وأمل جديد" للبنان.
وأكد خلف، النقيب السابق لمحامي بيروت والحقوقي المخضرم، لوكالة فرانس برس الجمعة "نحن باقون في القاعة العامة لمجلس النواب، وندعو النواب الى القيام بمسؤولياتهم وصولاً الى انتخاب رئيس". وأضاف "ممارستنا لهذا الحق الدستوري محاولة للدفع باتجاه إعادة تكوين السلطة المسؤولة عن الشعب".
انقسام سياسي وتدهور اقتصادي
ولم يغادر النائبان المنضويان في كتلة معارضة، انبثقت من حركة الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدها لبنان ضد الطبقة السياسية في خريف 2019، قاعة البرلمان إثر انتهاء جلسة كانت مخصصة ظهر الخميس لانتخاب رئيس للبلاد.
واعتبر خلف في رسالة إلى اللبنانيين الخميس أنّ انتخاب "الرئيس الإنقاذي أضحى أمراً ملحّاً أكثر من أي وقت لإعادة انتظام المؤسسات الدستورية وانطلاق قطار الإنقاذ". وأكد بقاءه داخل البرلمان "دفعاً لانتخاب رئيس للجمهورية بدورات متتالية من دون انقطاع".
ومنذ انتهاء الجلسة، لم يُسمح للصحافيين بالدخول إلى البرلمان. ومنذ مساء الخميس قصد نواب متضامنون مع خلف وعون القاعة العامة لمجلس النواب. ونشر بعضهم صوراً ومقاطع فيديو تظهر انقطاع الكهرباء ليلاً داخل القاعة واعتمادهم على أضواء الهواتف الخلوية للإنارة وإجراء مقابلات صحافية.
وقال النائب فراس حمدان في مقطع مصور من البرلمان على ضوء الهاتف الخلوي "نحن في مجلس النواب شأننا شأن كل اللبنانيين في العتمة لأن البلد وصل اليوم الى الحضيض والانهيار".
وبسبب الانقسام السياسي الحاد، يصعب انتخاب رئيس من دون تسوية ما، أو ضغط ما. وتقول مصادر دبلوماسية إن فرنسا التي زار رئيسها إيمانويل ماكرون بيروت لمرتين منذ صيف 2020، تعتزم تنظيم اجتماع يجمع السعودية والولايات المتحدة، في محاولة لكسر الجمود القائم.
ويتزامن الجمود السياسي مع تدهور اقتصادي مستمر لم يوفر شريحة اجتماعية أو قطاعاً من تداعياته. ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، ويفاقم التدهور المستمر في قيمة الليرة الوضع سوءاً، إذ تجاوز سعر الصرف الخميس عتبة خمسين ألفاً مقابل الدولار في السوق السوداء، في مستوى قياسي.
من جهة أخرى، قطع عدد من النشطاء الطريق أمام المجلس النيابي في وسط بيروت، بعد ظهر اليوم، تضامنا مع النائبين المعتصمين.
وتجمع عشرات الناشطين بعد ظهر الجمعة في محيط البرلمان وسط انتشار كثيف لقوات الأمن، على ما أفاد مصوّر في وكالة فرانس برس، بعد دعوات تم تداولها على مواقع التواصل الخميس دعت إلى اعتصام من أجل "وقف مسرحية التعطيل ودرء خطر الانهيار الشامل".
وانضم عدد من النواب التغييريين والنواب المستقلين إلى النائبين، اليوم الجمعة، ومن بينهم النائبة بولا يعقوبيان والنائب أسامة سعد، حيث دخلوا القاعة العامة لمجلس النواب.
وقالت النائبة بولا يعقوبيان في تصريح لها اليوم الجمعة "نطالب بأن نصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية بعد ثلاثة أشهر من الشغور"، مضيفة "سنتناوب على المبيت في المجلس النيابي ".
ع.ح./ف.ي. (أ ف ب ، د ب أ ، رويترز)