نائب في حزب الخضر: أحمدي نجاد يحتاج لمواجهة عسكرية
١٠ مارس ٢٠١٢DW: هل تعتقدون بأن استئناف المحادثات بين إيران والدول الغربية، وعودة مفتشي الأمم المتحدة لزيارة المنشئات النووية الإيرانية قد يسفر فعلا عن التوصل لحل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية؟
أوميد نوريبور: سيكون الأمر رائعا إذا ما تم التوصل لحل الأزمة عبر الوسائل الدبلوماسية، لكني أخشى من أن تكون أزمة الثقة بين الطرفين كبيرة جدا، خاصة وأن إيران لا تبذل جهودا من اجل إعادة بناء الثقة. هناك دعوة للتفاوض بعد أن كانت إيران قد منعت موظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مواصلة نشاطهم في إيران لكن ذلك لا يبعث بالضرورة على الاطمئنان.
لكن إيران عادت وسمحت الآن لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة المنشئات الإيرانية النووية.
إذا فعليها أيضا تطبيق ذلك في اقرب وقت ممكن. وآمل بألا يعثر المفتشون في إيران عن أي شيء، فانعدام الثقة كما سبق وأن قلت، كبير جدا. وإيران قامت بالكثير من المراوغات، لكن في الأخير إذا تم التوصل لحل دبلوماسي للأزمة فسيكون ذلك أمرا رائعا ومبعث على الارتياح بالنسبة للكثيرين.
يبدو أن البرنامج النووي الإيراني قد وصل في الوقت الراهن إلى مراحل متقدمة، والغرب فرض عقوبات جديدة على إيران، كما أن إسرائيل تهدد بشن ضربة وقائية ضد إيران. هل تعتقدون بأن إيران تخشى مثل هذه التهديدات؟
في اعتقادي الشخصي فإن إيران لا تخشى كثيرا من هذا التهديد، لأنها تدرك بأن الدور الأمريكي والإسرائيلي لم يعد كبيرا كما كان في السابق. وحسب قناعتي الشخصية فإن هناك أطراف داخل صناع القرار الإيراني لها مصلحة في حدوث مواجهات عسكرية. فجزء من الحرس الثوري قد يرحب بتعرض إيران لضربة عسكرية، لأنها تتيح لهم فرصة الدفاع عن الرئيس محمود أحمدي نجاد وبالتالي الحصول على المزيد من الامتيازات فيما يتعلق بالصراع الداخلي حول السلطة في إيران. لكني اعتقد أن أحمدي نجاد وأتباعه يبحثون عن إثارة النزاع في مضيف هرمز أكثر مما يبحثون عن ذلك مع إسرائيل.
لماذا ترحب بعد الأطراف في إيران بضربة عسكرية ضد بلادهم؟
هناك صراع على السلطة في إيران بين معسكرين: فهناك معسكر أحمدي نجاد من جهة، ومعسكر خامينئي، قائد الثورة من جهة أخرى. ونتائج الانتخابات البرلمانية لم تسفر فقط عن تراجع أحمدي نجاد وأتباعه، بل إنها في جزء منها اعتبرت أيضا إذلالا لهم. وعلى اعتبار أن أحمدي نجاد لن يصبح بإمكانه الاستمرار في رئاسة البلاد عندما تنتهي ولايته في شهر يونيو من العام المقبل، فإنه يحتاج إلى نزاع عسكري حتى يمكنه مثلا من إعلان حالة الطوارئ، وبالتالي دخول جيشه في صراع على السلطة مع المؤسسات الدينية. وهو سيناريو مخيف جدا.
رئيس الوزراء الإسرائيلي تلقى خلال زيارته لأمريكا وعودا من الحكومة الأمريكية بدعم التفوق العسكري الإسرائيلي ومنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، لكن الرئيس الأمريكي بارك أوباما رفض بالمقابل اللجوء في الوقت الحالي للخيار العسكري. هل تعتقدون بأن الخيار العسكري يبقى رغم ذلك قائما؟
أتمنى أن لا يحدث ذلك، كما أنني أرى بأن الخيار العسكري لن يفيد في شيء، إذ لا يمكن إيقاف البرنامج النووي الإيراني عن طريق استهدافه بغارات جوية. وأعتقد أن السيناريو الوحيد الذي يمكن أن يأتي بنتيجة هو الدخول في حرب واسعة تنتهي بوصول أطراف جديدة للسلطة في إيران. ولا أعتقد أن الأمريكيين في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعانون منها، وفي ظل الآثار التي خلفتها الحرب في العراق وأفغانستان مستعدين للدخول في حرب جديدة.
هل تتصورون بأن يتكرر السيناريو العراقي أيضا مع إيران، ويتوصل الجميع في الأخير سواء إذا وقعت الحرب أم لا إلى نتيجة مفادها عدم وجود أسلحة نووية في إيران؟
لا أعتقد بأن إيران تتوفر في الوقت الحالي على أسلحة نووية وهذا ليس هو صلب الموضوع، وإنما الهدف الآن هو منع إيران من تطوير برنامجها النووي لامتلاك أسلحة نووية. وأي اهتمام إيراني بالطاقة النووية يريد تفسيره في العالم، بأن الهدف منه هو الحصول على أسلحة نووية وليس شيء آخر.
لماذا يسمح لإسرائيل بامتلاك أسلحة نووية، في حين تمنع إيران من ذلك؟
في الحقيقة يجب أيضا عدم السماح لإسرائيل بامتلاك أسلحة نووية. وامتلاكها لهذه الأسلحة مع عدم مصادقتها على المعاهدات الدولية بهذا الخصوص يدعو أيضا للقلق. ومن الأفضل أن لا تمتلك أي دولة في الشرق الأوسط أسلحة نووية. لكن هناك فرق جوهري بين إسرائيل وإيران. فلم يسبق لأي رئيس إسرائيلي بأن هدد بالقضاء على بلد آخر، بخلاف أحمدي نجاد الذي سبق له التصريح بذلك في أكثر من مرة.
**
أوميد نوريبور نائب حزب الخضر في البرلمان الألماني وعضو اللجنة البرلمانية الألمانية الإيرانية.
أجرت الحوار: ديانا هودالي
ترجمة: هشام الدريوش
مراجعة: هبة الله إسماعيل