261011 Interview Hörster Tunesien Libyen
٢٦ أكتوبر ٢٠١١يستبعد البرلماني الألماني من الاتحاد الديمقراطي المسيحي يواخيم هورستر الذي كان ضمن المراقبين الدوليين للانتخابات الأخيرة في تونس، أن تتمكن ليبيا من تنظيم انتخابات سلمية مماثلة لما حدث في تونس. وقد أجرت إذاعة دويتشلاند فونك مع السياسي الألماني هورستر، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد المسيحي الديمقراطي والعضو في إدارة الجمعية التونسية الألمانية، الحوار التالي حول انطباعاته عن الانتخابات التونسية:
دويتشلاند فونك: منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أشادت بالانتخابات التونسية. أنتم كنتم ضمن المراقبين لهذه الانتخابات، وعدتم أمس من تونس. ما هو انطباعكم الشخصي عن هذه الانتخابات؟
يواخيم هورست: لقد تفاجأنا بالطريقة الرائعة التي نظم بها التونسيون أول انتخابات حرة وديمقراطية في تاريخ بلادهم. وشاهدنا أيضا مدى المسؤولية والانضباط اللذين أظهرهما التونسيون وهم يلجون صناديق الاقتراع. وكنا نتصور في ألمانيا أنه على المرء انتظار أربع ساعات حتى يتمكن من الإدلاء بصوته بسبب الطوابير الطويلة.
انطباعات إيجابية إذن. قبل الانتخابات تحدثتم أيضا إلى ممثلي بعض الأطراف السياسية الجديدة في البلاد، ما هو الانطباع الذي تولد لديكم عنهم؟
أعتقد أن السياسيين الذين يمثلون أحزاب الوسط لم يأخذوا الأمور بجدية كبيرة، فهم لم يقوموا بحملة انتخابية كبيرة، كما أنهم لم يستفيدوا كثيرا من وسائل الإعلام للترويج لبرنامجهم الانتخابي، لذلك جاؤوا في مرتبة متأخرة وراء حزب النهضة، المنظم بشكل كبير، والذي عمل في السنوات الأخيرة بهدوء على ترميم صفوفه، لذلك كان متفوقا أيضا في الحملة الانتخابية.
ما هو انطباعكم عن حركة النهضة التي فازت في هذه الانتخابات؟
حركة النهضة تعج بتيارات مختلفة يصعب من خلالها تحديد الجهة القادرة على فرض توجهاتها في الحركة. هناك أشخاص داخل حركة النهضة يتخذون من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني مرجعا لهم، وهو أمر يدعو إلى الاستغراب، لأنه لا توجد روابط مشتركة بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحركة النهضة. غير أن هناك أفكارا بين هؤلاء تريد تطبيق العلمانية من جهة، و تنادي بالتشبث بالقيم الإسلامية من جهة أخرى. كما توجد تيارات أخرى داخل حركة النهضة ترفض المساواة بين المرأة والرجل وتطالب بالرجوع إلى التقاليد والقيم الأخلاقية المستمدة من الشريعة الإسلامية، وهو ما يعني أن على النساء العودة من جديد للمكوث في البيت. ويحتدم في المجتمع التونسي جدل قوي بهذا الخصوص.
سيد هورستر، لننتقل إلى البلد المجاور ليبيا، فبعد مقتل القذافي تم الإعلان عن تحرير البلاد بالكامل، والدخول في مرحلة جديدة، غير أن المجلس الوطني الانتقالي سرعان ما أعلن أن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع في البلاد، هل أصبحت ليبيا مهددة بإسلام متطرف بالمقارنة مع تونس؟
هذا صحيح، ولا يمكن لأي أحد توقع ما ستؤول إليه الأمور في ليبيا. ففي السابق كان هناك هدف واحد يجمع كل الثوار، وهو الإطاحة بنظام القذافي، أما ما سيأتي بعد ذلك فهو غير معروف تماما. كما أنه يجب الانتظار قليلا حتى نعرف، هل فعلا ساهمت عمليات الناتو العسكرية في ليبيا في إحلال ودعم الديمقراطية في البلاد أم لا.
منظمات حقوق الإنسان تتهم الثوار بقيامهم بمجازر في حق الموالين للقذافي، خاصة في مدينة سرت، هل تعتقدون بأن ليبيا قادرة على اجتياز المرحلة الانتقالية بشكل سلمي وتنظيم انتخابات ديمقراطية على غرار ما حدث في تونس؟
من وجهة نظري لا يوجد مجال للمقارنة بين البلدين، ففي تونس لا يوجد مجتمع قبلي كما هو الشأن في بلدان عربية أخرى، أما في ليبيا فيوجد مجتمع قبلي، وأعتقد أن القبلية في ليبيا ستتجلى بقوة في الفترة الراهنة.
(دويتشلاند فونك / هشام الدريوش)
مراجعة: منى صالح