مِائة يوم على انطلاق يورو 2024 بألمانيا ـ إعادة أجواء 2006؟
٧ مارس ٢٠٢٤لا تفصلنا سوى 100 يوم على انطلاق بطولة كأس أمم أوروبا 2024 التي ستقام في ألمانيا. 21 منتخبا حسمت تأهلها للبطولة فيما تنتظر ثلاث منتخبات حجز بطاقة التأهل من خلال إجراء ثلاث بطولات مصغرة في نهاية شهر مارس/ آذار الحالي بمشاركة منتخبات بولندا، إستونيا، ويلز، فنلندا، البوسنة والهرسك، إسرائيل، أيسلندا، أوكرانيا، جورجيا، لوكسمبورغ، اليونان وكازاخستان.
نظام البطولة وعدد المجموعات
ستكون بطولة كأس أمم أوروبا 2024 نسخة طبق الأصل لسابقتها، حيث سيتم توزيع المنتخبات المتأهلة على ست مجموعات. وسيتأهل للدور الثاني المنتخبات المحتلة للمركزين الأول والثاني في كل مجموعة بالإضافة إلى أفضل أربع منتخبات المحتلة للمركز الثالث.
وستلعب البطولة في عشرة ملاعب، حيث ستقام مباريات دور المجموعات في الساعة الثالثة بعد الزوال وفي الساعة السادسة مساء والتاسعة ليلا. وفيما ستحتضن مدينة ميونيخ المباراة الافتتاحية التي ستجمع بين المنتخب الألماني ونظيره الأسكتلندي، ستجرى المباراة النهائية في الملعب الأولمبي في برلين.
وضع منتخب ألمانيا البلد المضيف
يحتل المنتخب الألماني المركز الـ16 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ويعتبر هذا التصنيف المخيب للآمال نتيجة طبيعية للإخفاقات التي عرفها المنتخب الألماني تحت قيادة المدربين السابقين يواخيم لوف وهانزي فليك.
بين عامي 2006 و2016 كان المنتخب الألماني يصل إلى دور نصف النهائي سواء في بطولة كأس العالم أو بطولة كأس أمم أوروبا، كما أنه أحرز كأس العالم عام 2014. لكن في عام 2018 أقصي من الدور الأول في بطولة كأس العالم في روسيا وهو ما تكرر في كاس العالم بقطر عام 2022، بينما أقصي المنتخب الألماني من دور الثمن في بطولة كأس أوروبا 2020.
استعادة الخصال القديمة
بعد أن تولى يوليان ناغلسمان منصب المدير الفني للمنتخب الألماني في سبتمبر الماضي، ساد بعض الحماس خاصة بعد الفوز في أول مباراة له أمام المنتخب الأمريكي، لكن هذا الحماس سرعان ما خفت بعد التعادل مع المكسيك وهزيمتين متتاليتين أمام تركيا والنمسا.
ويرى كثير من المتتبعين أن المنتخب الألماني يضم لاعبين مهرة، لكن في نفس الوقت يلاحظ تراجع مستوى بعض اللاعبين القياديين مثل جوشوا كيميش وليون غوريتسكا. لذلك يسود كثير من التفاؤل بعد عودة توني كروس، حيث ينتظر أن يعيد بعض التوازن لخط الوسط.
ويعمل ناغلسمان على تغيير العقلية، وهو ما أظهره بجلاء في تصريحاته لمجلة "دير شبيغل": "لم أعد أطيق تلك الأحاديث عن مهارة لاعبينا وأن ألمانيا أمة كروية كبيرة رغم أن الإخفاقات تلاحقنا منذ سنوات"، يقول ناغلسمان.
ويستدرك مدرب المنتخب الألماني: "يجب علينا أن نعود للمثابرة والشراسة ولدينا مناسبة لإظهار هذه الخصال في المباراتين الإعداديتين القادمتين أمام فرنسا في 23 مارس/ آذار وبعدها بثلاثة أيام امام هولندا".
الأجواء التي تسبق البطولة
على الرغم من النتائج المخيبة للآمال في المباريات الماضية، إلا أن آمال الجماهير الألمانية كبيرة في أن تتمكن من الاحتفال بمهرجان لكرة قدم مماثل لذلك الذي عاشته البلاد خلال كأس العالم 2006. مدير البطولة فيليب لام يعول على عنصر المفاجأة للدفع بنفس البطولة إلى الأمام.
ويعتبر منتخب ألمانيا الفريق الوحيد الذي كان بإمكانه التخطيط لدور المجموعات، قبل سحب القرعة: فالمنتخب الألماني لكرة القدم يعرف مكان مبارياته منذ الآن: المباراة الافتتاحية سيلعبها في ميونيخ، ثم يلعب الثانية في شتوتغارت (19 يونيو/حزيران)، والأخيرة في فرانكفورت (23 يونيو/حزيران).
وعبّر مدير البطولة فيليب لام عن رضاه عن الوضع الحالي للاستعدادات. ففي نهاية المطاف، تدعم السياسة الألمانية هذا الحدث الكبير. وقال بطل العالم في 2014: "بشكل عام، أستطيع أن أشعر بالفعل وأرى هذا الدعم". وتحدث القائد السابق للمنتخب الألماني عن "تواصل جيد للغاية حاليا مع الحكومة، حتى لو كانت الحاجة أحيانا لمزيد من السرعة في تلبية الاحتياجات من وجهة نظرنا".
المخاوف الأمنية وتطمينات السلطات
تقام بطولة يورو 2024 في ألمانيا في أوقات مضطربة سياسيا. وبناء على ذلك، اعترف رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفيرين، لصحيفة "تلغراف" الإنجليزية، أن "الأمن هو مصدر القلق الأكبر بالنسبة له". ومع ذلك، فقد التقى بالفعل مرتين مع وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، وهو متأكد من أنه بدعم من السلطات الألمانية، "المصممة جدًا على مساعدتنا (يويفا)"، فإن كل شيء سيسير على ما يرام في النهاية.
من جهتها، قالت سكرتيرة الدولة بوزارة الداخلية يوليانه زايفرت إن أمن البطولة "مهمة ذات أولوية قصوى بالنسبة لنا كوزارة داخلية وكحكومة اتحادية". وأضافت أن الحكومة الاتحادية ليست فقط "على اتصال وثيق جدًا بالولايات والسلطات الأمنية، ولكن تم إعداد الكثير في العديد من النواحي".
وأكدت زايبرت أنه "تم طرح ومناقشة المفهوم الأمني بشكل مكثف في لجنة التنسيق الوطنية وكان هناك الكثير من التوافق". وأضافت "لكن بالطبع من الواضح أننا نعيش في أوقات صعبة بشكل خاص عندما تنظر إلى حرب روسيا ضد أوكرانيا، وعندما تنظر إلى حرب غزة، وعندما تنظر أيضا إلى التحديات الجديدة، كالهجمات الإلكترونية على سبيل المثال".
ويبدو أن تقييم الوضع في الاتحاد الألماني لكرة القدم يسوده هدوء أكثر. فقد صرح أندرياس ريتيش، المدير الإداري للاتحاد الألماني لكرة القدم، لوكالة خدمة المعلومات الرياضية (SID): "أود أن يكون لهذه البطولة الأوروبية تأثير إيجابي، خاصة على أذهان الناس".
و"عندما يتعلق الأمر بالسلامة، أستطيع أن أقول للجميع أنه لا داعي للقلق." ومع ذلك، فإن التأهل المحتمل لإسرائيل أو أوكرانيا نهاية هذا الشهر يمكن أن يزيد بشكل كبير من مستوى وحاجة الاحتياطات الأمنية.
أعدّه للعربية عادل شروعات