ميونيخ تنتظر مصافحة لم تأت حتى الآن
١٢ فبراير ٢٠١٦بابتسامته وبملامح دهاء لا يخفى، يطوف وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف بشكل ماراثوني بين مركز اجتماعات مؤتمر الأمن العالمي في ميونيخ وكواليسه. في البرنامج الرئيسي للمؤتمر يتحدث ظريف عن الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط ودور إيران في الحرب على الإرهاب، وفي ردهات وقاعات فندق باييرشه هوف الفاخر يعقد لقاءات ثنائية مكثفة، وفي الليلة الماضية شارك في الاجتماع المطوّل الذي عقدته المجموعة الدولية لدعم سوريا، إلى جانب وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ووزيري خارجية السعودية وتركيا.
عدسات المصورين في أرجاء مؤتمر ميونيخ تلاحق ودون كلل الوزير الإيراني وخصوصا عندما يكون في نفس قاعة الاجتماع مع نظيره السعودي عادل الجبير، في محاولة ودون نتيجة لحد الآن لالتقاط مشهد قد يكون مفاجأة المؤتمر، فما يأمله وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يقود منذ بضعة أسابيع مساع وساطة بين طهران والرياض، هو أن تحدث مصافحة بين ظريف والجبير قد تبدد الأزمة المشتعلة ين البلدين. مصافحة لم تحدث لحد الآن في ميونيخ رغم بوادر التوصل لاتفاق حول الأزمة السورية، لا بل أنّ البلدين لا يتوقفان عن تبادل الاتهامات بتأجيج الصراع في سوريا واليمن والعراق.
اتصالات الكواليس مازالت طي الكتمان
وفي ميونيخ، لم يتوقف الوزير الإيراني عن الاتصالات ولقاءات الكواليس، حتى أن المتابعين يعتقدون أنه أكثر مسؤول يشارك في المؤتمر ويعقد لقاءات ثنائية، شملت وزراء خارجية روسيا الحليفة والصين وألمانيا والاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي إلى سوريا، وايضا وزراء خارجية دول عربية مثل لبنان وعمان ، إضافة إلى أمين عام منظمة التعاون الإسلامي التي يقع مقرها في جدة بالمملكة العربية السعودية.
وفي مؤشر على أولوية ملفات العالم العربي، اصطحب ظريف معه مساعده للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان. وحتى محادثاته مع صنّاع القرار الغربيين والروس والآسيويين التي كان إلى وقت قريب يطغى عليها ملف البرنامج النووي، أصبحت الآن الأزمة السورية في صدارة الاهتمام الإيراني.
ولطمأنة محاوريه الغربيين والعرب، أكد وزير الخارجية الإيرانية لنظيره الألماني أن الأزمة مع السعودية لن تؤثر سلبا على تعاون طهران مع المجتمع الدولي في حل النزاع السوري. لكن المراقبين هنا في ميونيخ يعتقدون ان استمرار القطيعة بين السعودية وإيران بحكم تأثيرهما المباشر على أطراف النزاع السوري قد يعرّض الاتفاقات حول الأزمة السورية في أي وقت للإنهيار.
وفي هذا السياق، لم تخف وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين خلال كلمتها الافتتاحية لمؤتمر ميونيخ حذرها إزاء فرص نجاح الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونيخ حول الأزمة السورية، وأعربت عن أملها بأن تتحول الأقوال إلى أفعال عبر وقف فعلي لإطلاق النار في حلب وفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية.