ميونيخ - إقبال ملحوظ على عمليات التجميل من دول الخليج
٣١ يوليو ٢٠١٤بالنسبة لعدد من السياح العرب أصبحت سياحة التجميل إحدى الأهداف المدرجة في أجندة الزيارة للعاصمة البافارية ولم تعد زيارة الأماكن الطبيعية أوالاستمتاع بطقس ميونيخ الجميل في فصل الصيف الأولوية المطلقة في إقامتهم هناك. ويساهم في ذلك الاهتمام البالغ لعيادات التجميل المنتشرة في المدينة وما تقوم به من خدمات متميزة للزبائن بهذا الشأن، مثل توفير السكن بالفنادق، وإمكانية متابعة فترة العلاج في أماكن الإقامة واحترام خصوصية السائح العربي وثقافته.
طبيب التجميل البافاري "بيتر نيومان" يدير إحدى عيادات التجميل في قلب المنطقة السياحية في ميونيخ، و يقول د في مقابلة خاصة معنا: إننا نوفر للزبائن العرب إقامات في فنادق متميزة، وباستطاعتهم الاتصال بنا علي مدار 24 ساعة في اليوم، ويمكنهم استشارتنا في أي وقت، وحسب الحاجة نقوم باستكمال العلاج في الفندق مع مراعاة الخصوصيات والعادات العربية. من جهتها تقول:" انجيلكا باور" مديرة مركز عمليات تجميل السيدات في حي نمفونبورج الشهير في ميونيخ : "إننا نعتنى بالجسد والروح معا، فنحن نستخدم علاجات كلاسيكية أسيوية وعربية قديمة لمواجهة ترهل عضلات الوجه ومظاهر الشيخوخة على الجلد حتي يحتفض برونقه، مع العمل على ابراز عناصر الجمال الشرقي لدي السيدات العربيات.
عمليات التجميل وفق السن
عدد الفتيات اللواتي يجرين عمليات تجميل الأنف في تزايد مستمر، فيما تلجأ سيدات منتصف العمر بالخصوص إلى عمليات التخفيف من التجاعيد المرتبطة بمسار التقدم في السن، وفي هذا السياق يقول الدكتور نيومان: نقسم الزبائن أو المرضى بين ال 20 و ال 70 من العمر إلى ثلاث فئات ، فصغار السن يرغبن مثلا في عمليات تجميل الأنف وتصحيح الأذن الجاحظة أو تكبير أوتصغير الصدر في بعض الأحيان، أما في سن 45 عام فما فوق فيكون الاهتمام بمناطق مختلفة من الجسم مثل التخلص من الشحوم وتجميل الشفاه ، وفي السنين المتقدمة من العمر يكون الاهتمام أكبر بآثار الزمن وعوامله مثل تجاعيد الوجه.
وفق د. نيومان تستحوذ عمليات تجميل الأنف علي النصيب الأكبر من العمليات التجميلية لأن موقع الأنف في وسط الوجه يميز المظهر العام وقد يبدو الوجه غير متناسق في عدد من الحالات . لهذا تراعي العمليات الجراحية إبراز وجود تناسق بين الانف وباقي أجزاء الوجه مثل الخدين والفم، ولا تتم كل العمليات الجراحية لأسباب جمالية فقط، بل قد تتم أيضا من اجل إزالة خطأ يعوق التنفس مثلاً.
عمليات تجميل للرجال أيضا
الرجال يمثلون 16 بالمائة من عدد العمليات الجراحية التجميلية التي يقوم بها الدكتور نيومان. وفي هذا السياق يضيف قائلا: " أغلب هذه العمليات تركز على إزالة تضخم الثدي، وتجميل الانف، وإزالة التجاعيد"، وهو يري أن الرجال يقومون بذلك لأسباب ترتبط بعملهم ومن خلفية المنافسة، حيث تعتمد بعض الوظائف علي عنصري الرشاقة وحسن مظهر المستخدم. غير أن الدكتور نيومان يعتقد أن تحديد جاذبية الرجل تتم عادة من خلال معايير أخري مثل الابتسامة وبريق العين.
تطور طبي ملحوظ في عمليات التجميل
عمليات التجميل أصبحت أمرا روتينا وهي في تزايد مستمر، كما يلاحظ الطبيب د.توما، العامل بمركز نيومان للتجميل. وقد زاد عددها هذا العام بمستوى 20 بالمائة مقارنة بالأعوام الماضية. وساهم في ذلك التطور الطبي السريع في هذا المجال وتراجع عدد المخاطر المرتبطة بتلك العمليات. وتتجلى اغلب العلاجات والخدمات التي يقوم بها الدكتور توما في حقن البوتوكس التي تكلف 250 يورو للحقنة الواحدة، وحقن التجاعيد التي يستخدم فيها مثلا حمض الهيالورونيك وتكلف 350 يورو. ولا تستغرق جلسة الحقن اكثر من 20 دقيقة، حيث تتغير بعدها ملامح الوجه بشكل أو بآخر.
يبدو أن الزائرين العرب لا يرغبون في الحديث عن تجربتهم في عيادات التجميل، حيث يفضلون أن يبقى الموضوع سريا، ويقول غانم السعيد الذي يرافق هؤلاء كمترجم في ميونيخ، إن عمليات التجميل تتم في وقت قصير، واعتبر بأن هؤلاء السياح مسرورون بملامحهم الجديدة بعد العملية ومنهم من يعتقد أنه أصبح حقا أجمل وأصغر.
طبعا هناك من يرفض شكله أو مظهره بعد إجراء عملية التجميل، وهنا يقول د. نيومان :"في البداية وقبل إجراء العملية نوضح للزبون أو للمريض أن الرضى عن المظهر بعد العملية أو عدم رضاه أمر يرتبط بشخصه. ويجب عليه ألا ينتظرمسبقا أن الطبيب سيحقق له كل تصوراته بشأن مظهره من خلال عمليات تجميلية. يجب عليه أن يعلم أنه هو نفس الشخص قبل العملية وبعدها، بصرف النظر عن مظهره . فمثلا إذا كان الشخص يعاني من السمنة فالأجدر به تغيير عاداته الغذائية أو زيارة طبيب نفسي لأن تغيير المظهر يرتبط في بعض الحالات بالوضع النفسي للشخص ولا يمكن لطبيب العمليات التجميلية تغيير شيء ما في مثل هذه الحالات.