ميلاد أكبر دار نشر في العالم لمواجهة منافسة عصر الإنترنت
٤ يوليو ٢٠١٣كانت مؤسستا بيرتلسمان الألمانية والبريطانية بيرسون، قد أعلنتا نهاية عام 2012 عن رغبتهما في دمج كل من "راندوم هاوس" و "بنجوين بوكس" في مجموعة واحدة جديدة تسمى "بينجوين راندوم هاوس"، الأمر الذي أحدث صدى كبيرا في سوق النشر العالمية، حيث ستسيطر المجموعة الجدية برأس مال قدره 2.5 مليار يورو، على جانب كبير من سوق الكتاب في العالم، وبالذات سوق النشر باللغتين بالإنجليزية والأسبانية. ودخل اتفاق الاندماج في بداية يوليو/تموز الحالي.
وكانت هذه الصفقة قد خضعت، نظرا لضخامتها، لموافقة المفوضية الأوربية، التي هي معنية بحماية المنافسة ومكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، والتي اشارت إلى أن الكيان الجديد لن يمثل تهديدا للمنافسة القوية في سوق النشر. كما حظيت الصفقة بموافقة وزارة العدل الأمريكية إلى جانب موافقة السلطات الأسترالية والنيوزيلندية. وذكرت المفوضية الأوربية حينها أن الكيان الجديد "بنجوين راندوم هاوس" سيكون واحدا من عدة شركات تعمل في سوق النشر باللغة الإنجليزية إلى جانب بيع هذه الكتب في السوق الأوروبية.
وفي حقيقة الأمر فإن كلا الدارين الألمانية والبريطانية كانتا متواجدتين بشكل قوي في السوق العالمية، ولاسيما في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا و ونيوزيلندا. وفيما كانت بنجوين متواجدة بشكل كبير في السوق الهندية والصينية، تحتل راندوم هاوس المركز الثالث في السوق اللاتينية.
وإضافة إلى ذلك فإن كلا المؤسستين لهما لتقاليد عريقة، حيث يعود تاريخ بنجوين إلى فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، فيما يصل عمر راندوم هاوس ومؤسسة بيرتلسمان 178 سنة. ليس هذا فحسب، بل وتحظى كلا الدارين بأهمية وشهرة عالمية كبيرة، حيث نشرتا لكثير من الأعمال الخاصة بالحائزين على جائزة نوبل.
وحسب ماركوس دوهلا، آخر رئيس لراندوم هاوس، فإن من أهداف دمج المؤسستين إعادة تسليط الضوء على الكتاب في وقت تتراجع فيه أعداد دور نشر الكتب أو تعلن إفلاسها، وسط منافسة شرسة في سوق النشر الإلكتروني، ولاسيما من قبل شركة أمازون التي سيطرت في السنوات الكتب على سوق الكتب.