ميشائيل بالاك ... قائد بدأت تظهر عليه ملامح التعب
٨ يوليو ٢٠٠٦صحيح أن نجم المنتخب الألماني وقائده ميشائيل بالاك مرشح للحصول على جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها الفيفا لأفضل لاعب في المونديال، ولكن أداءه يبقى رغم ذلك مثيرا للجدل، سواء في الأوساط الكروية الألمانية أو بين عشاق لعبة الجماهير الألمان. وبالنسبة لمنتقدي اللاعب البالغ من العمر 29 عاما، فإن الحقائق ماثلة للعيان، فبعد أداء متقلب في المرحلة التأهيلية للمونديال بسبب إصابته، لم يستطع بالاك تقديم أداء يليق بالمهام الملقاة على عاتقه، على حد قولهم. ويضيف هؤلاء أن بالاك، بالمقارنة مع لاعبي المنتخب الألماني، ظهرت عليه ملامح التعب في مباراة ألمانيا ضد الأرجنتين وكذلك في اللقاء الذي خاضته بلاده ضد إيطاليا في نصف النهائي. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، تشير الإحصاءات إلى أن بالاك الذي سجل للمنتخب الألماني لغاية الآن 31 هدفا، لم يتمكن مرة واحدة خلال المونديال من هز شباك الخصم. وفي حين حاول الكابتن مرارا تسجيل أهداف من خارج منطقة الجزاء، أخفق في تسجيل أهداف بالرأس. أما من ناحية ثالثة، فإن منتقديه يقولون إنه لم يتمكن في لحظات حرجة من المحافظة على برودة أعصابه، فعلى سبيل المثال وليس على سبيل الحصر، سدد بالاك ضربة حرة في نهاية المباراة ضد إيطاليا، ولكن الكرة جاءت بوضوح فوق العارضة.
مهام صعبة
في المقابل، يرى مشجعو اللاعب أن الانتقادات الموجهة إليه ليست محقة. ويقول هؤلاء إن مهام صعبة ألقيت على عاتق بالاك، سواء في المنتخب الألماني أو في صفوف فريقه بايرن ميونيخ (بالاك سينتقل في الموسم المقبل إلى فريق شيلزي اللندني). ويضيف هؤلاء أن قائد المنتخب الألماني لعب تمريرات جميلة جدا حولها المهاجمون الألمان إلى أهداف أو أنه سجل في المباريات التأهيلية أهدافا تعتبر أهميتها مصيرية للفريق الألماني.
ولو ألقينا نظرة موضوعية على أداء بالاك، بعيدا عن رأي منتقديه ومؤيديه، فلا بد من القول إنه لم يستطع خلال مونديال 2006 بالفعل تنفيذ المهام التي ألقيت على عاتقه. صحيح أن حضوره كان دائماً في خط الوسط، ولكنه بالمقارنة مع النجم الفرنسي زين الدين زيدان، على سبيل المثال، جسّد دور صانع الألعاب المخلص لدوره، فبدلا من المخاطرة بالكرة ومحاولة خداع صفوف دفاع الخصم، فضل بالاك دائما لعب تمريرات قصيرة ولكن أكيدة للجناحين. وإذا ألقينا نظرة سريعة على المباريات التي خاضها الفريق الألماني، فإننا نستطيع تحجيم أداء بالاك المراوغ على تمريرة واحدة أعطاها في مباراة ألمانيا ـ إكوادور للمهاجم ميروسلاف كلوزه الذي حولها بهدوء تام إلى هدف محقق.
وأخرى تكتيكية
ولكن دعونا نبقى موضوعيين ونخمن أن بالاك ربما لم يستطع الوفاء بالمهام التي أسندت إليه، التي تمثلت تمثلت في خطورة تسجيل الأهداف والمراوغة، لأن المدرب يورغن كلينسمان ألقى على عاتقه مهام تكتيكية أخرى. ومن أبرز هذه المهام كانت إعطائه بجانب لاعب خط الوسط تورستن فرينغس دورا دفاعيا يتلخص في الوقوف أمام خط الدفاع. وبالطبع، أدى هذا إلى إخفاق بالاك في الوصول إلى مرمى الفريق الخصم وقصَر تسديداته على الضربات البعيدة وفي بعض الأحيان على الضربات الثابتة. ولكن إذا نظرنا إلى أدائه في خط الدفاع، فإنه لا يسعنا سوى القول إنه قدم أداءً خاليا من الأخطاء. فهو يملك صفات المهاجم القوي بدنيا وكذلك القدرة على تشجيع لاعبيه وتقوية روح الفريق الجماعية، التي تميز دائما الفرق الألمانية عن غيرها من الفرق العريقة. كما يعتبر بالاك قادرا على انتزاع الكرة من الخصم والمحافظة عليها وبعدها البدء بهجمات مضادة وحث اللاعبين على التقدم إلى الأمام.