ميركل تواجه انتقادات قبيل اجتماعها بخصوص اجراءات كورونا
٢ مارس ٢٠٢١قبل يوم واحد من اجتماع ميركل المقبل مع رؤساء الولايات للتشاور حول الإجراءات المقبلة المتعلقة بالإغلاق الجزئي المفروض والإجراءات والتدابير الصحية الخاصة بكورونا، تواجه ميركل انتقادات حادة فيما يخص إدارة أزمة التدابير الصحية المتعلقة بمكافحة الفيروس.
أحدث هذه الانتقادات، جاءت على لسان رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، الذي وجه انتقادا لاذعا للمستشارة الألمانية ووزراء من الاتحاد المسيحي، الذي تنتمي إليه، في خضم أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد. وقال نوربرت فالتر-بوريانس لصحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء (الثاني من مارس/ آذار): "لدينا رئيسة حكومة تفتقر لبعض الأمور في التنسيق بهذه الأزمة"، مضيفا أن المسؤولين داخل الاتحاد المسيحي لم يؤدوا واجباتهم.
وأشار بصفة خاصة إلى وزيري الاقتصاد بيتر ألتماير، والصحة ينس شبان، اللذين ينتميان للحزب المسيحي الديمقراطي، حزب ميركل، والذي يتكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، ويشكل الاتحاد مع الاشتراكيين الديمقراطيين الائتلاف الحاكم في ألمانيا.
يشار إلى أن صدور مثل هذه العبارات اللاذعة من رئيس حزب عن شريكه بالائتلاف الحاكم أمر غير معتاد- ولكن المعركة الانتخابية بدأت وسوف يتم انتخاب برلمان جديد في يوم 26 أيلول/ سبتمبر القادم. وأضاف فالتر-بوريانس أنه يجري حاليا تصحيح وتسوية كثير من الأمور من جانب نائب المستشارة أولاف شولتس الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي ومن جانب غيره من وزراء الحزب.
الإغلاق يكبد تجارة التجزئة في ألمانيا الكثير من الخسائر
وأظهرت بيانات اليوم الثلاثاء أن مبيعات التجزئة الألمانية هوت بأكثر من المتوقع في يناير كانون الثاني، إذ كبحت إجراءات العزل العام الجارية إنفاق الأفراد في أكبر اقتصاد في أوروبا. وقال مكتب الإحصاءات الاتحادي إن مبيعات التجزئة انخفضت 4.5 بالمئة على أساس شهري بالأسعار الحقيقية بعد انخفاض مُعدل بالرفع نسبته 9.1 بالمئة في ديسمبر كانون الأول. وتقل قراءة يناير كانون الثاني عن توقع لرويترز بانخفاض 0.3 بالمئة. وقال مكتب الإحصاءات "يمكن تفسير الانخفاض بإجراءات العزل العام الجارية لمكافحة فيروس كورونا، مما أدى إلى إغلاق الكثير من متاجر البيع بالتجزئة منذ 16 ديسمبر كانون الأول 2020".
وخففت ألمانيا إجراءات إغلاق كورونا، اعتبارا من الإثنين، وذلك بعد 75 يوما من تشديد التدابير وسط انتشار المزيد من أشكال الطفرات الأكثر عدوى في البلاد وسمحت السلطات، اعتباراً من الأول من مارس/ آذار الجاري، بإعادة فتح صالونات الحلاقة، ومحلات الزهور، وصالونات العناية بالقدم، ومدارس تدريب القيادة، بعدما اضطرت لغلق أبوابها منذ 16 كانون أول/ ديسمبر الماضي".
وأعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح اليوم الثلاثاء أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد التي تم تسجيلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بلغ 3 آلاف و943 إصابة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية. وبلغ عدد الإصابات يوم الثلاثاء الماضي 3 آلاف 883 إصابة. وسجل المعهد 358 حالة وفاة جديدة جراء الفيروس في غضون 24 ساعة، مقابل 415 حالة وفاة جديدة يوم الثلاثاء الماضي.
وسجلت ألمانيا أعلى عدد إصابات يومية حتى الآن في 18 كانون أول/ ديسمبر الماضي، بواقع 33 ألفا و777 إصابة، من بينها 3500 إصابة تم إضافتها على نحو متأخر. كما سجلت أعلى عدد وفيات يومية جراء الفيروس حتى الآن في 14كانون ثاني/يناير الماضي بواقع 1244 حالة.
تحذيرات من التعجل في تخفيف قيود الإغلاق
يشار إلى أنوزير الصحة الألماني ينس شبان قد حذر من التخفيف السريع لقواعد كورونا. وفي ندوة لرابطة الشركات المتوسطة (بي في إم دبليو)، قال الوزير لن نغفر لأنفسنا جميعا، كما أنكم لن تغفروا لحكومتكم أيضا إذا تعجلنا بالتخفيف الان لنعود فجأة لمواجهة أسئلة مختلفة تماما في غضون أربعة أو ستة أسابيع". وأضاف شبان أنه هو أيضا يشعر بالحاجة إلى وضع خطة لاتخاذ خطوات لعودة الحياة إلى طبيعتها " لكننا خلقنا حاليا توازنا صعبا"، ولفت إلى أن التخفيفات لا يمكن أن تحدث إلا خطوة خطوة.
كما حذرت روابط واتحادات طبية في ألمانيا من التعجل في تخفيف قيود الإغلاق، أو إجراء تخفيف غير منسق في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، ودعت إلى توسيع نطاق إجراء اختبارات الكشف عن الإصابات بالفيروس. وقالت رئيسة الرابطة الاتحادية للأطباء العاملين بالحكومة، أوته تايشرت، لصحيفة "راينيشه بوست" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: "سيكون من قبيل الخطأ فتح بعض القطاعات بسهولة لمجرد أن الناس سئموا الإغلاق".
ع.أ.ج/ ز.أ.ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)