ميركل تنجح في إقناع بولندا بالتوقيع على إعلان برلين
١٧ مارس ٢٠٠٧نقل التلفزيون الحكومي البولندي اليوم السبت عن الرئيس ليخ كاتشينسكي قوله للمستشارة الألمانية ميركل أن بلاده ستوقع على إعلان برلين الذي يعد خطوة تالية للتوصل إلى حل بشأن معاهدة الدستور الأوروبي الجديد. وقال كاتشينسكي هذه خطوة تجاه المانيا، لاسيما وأنه لدينا تحفظات على بعض اجزاء الاعلان. وأضاف: " إذا لم توقعه بولندا فسنكون الدولة الوحيدة في الاتحاد الاوروبي التي لا تفعل ذلك".
وجاءت تصريحات كاتشينسكي بعيد انتهاء الزيارة التي قامت بها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى بولندا لمدة يومين. وصرحت ميركل التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي لوكالة الانباء الالمانية/ د ب ا إنها قامت هناك بمحادثات جيدة حول القضايا الشائكة في العلاقات بين البلدين وبين بولندا والاتحاد الأوروبي. وأضافت بأنها اتفقت مع الرئيس كاتشينسكي على التعاون الوثيق بشأن اعتماد معاهدة الدستور الأوروبي.
دستور جديد للاتحاد الأوروبي قبل 2009
وترأس ألمانيا الدورة الحالية لرئاسة الاتحاد الاوروبي التي تستمر لمدة ستة شهور. وقد وضعت حكومة برلين مهمة الاتفاق على معاهدة جديدة خاصة بدستور له على راس أولوياتها.وتريد ميركل حاليا ان يكون للاتحاد دستور جديد قبل عام 2009. وعلى هذا الأساس تعهدت بتكثيف العمل على إيجاد صيغ توافقية حول نص معدل لمشروع الدستور في الأشهر القادمة. ويبدي الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي وشقيقه التوأم ياروسلاف رئيس وزراء بولندا تحفظات شديدة على احياء المعاهدة التي رفضها الناخبون الفرنسيون والهولنديون في عام 2005. كما تعارض بولندا عناصر أساسية في مشروع المعاهدة بينها الخطط الخاصة بنظام للتصويت في مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي.
دستور أوروبي مع التأكيد على خصوصية كل بلد
وفي الكلمة التي ألقتها أما طلاب جامعة وارسو أمس الجمعة لمحت ميركل إلى رغبة بولندا في أن يتضمن الدستور الأوروبي المقبل إشارة إلى التقاليد المسيحية لأوروبا قائلة: "إن القيم الأوروبية تستند بشكل أساسي إلى التصور المسيحي". ولطمأنة المخاوف البولندية من أن تغلب الصبغة الأوروبية، بشكل ينعكس سلباً على الخصوصية القومية للبلدان، أكدت ميركل على ضرورة احتفاظ كل بلد أوروبي بخصوصيته ودعت إلى المحافظة على هذه الخصوصيات.
علاقات يعكّرها إرث الماضي الثقيل
وأشارت ميركل في كلمتها إلى المخاوف البولندية من المحاولات الألمانية لمراجعة التاريخ الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. ورفضت بشكل واضح المطالب التي تقدم بها ممثلون عن المهجرين الألمان من بولندا عقب نهاية الحرب للحصول على تعويضات. كما أكدت:"على أن بولندا تشكل نقطة مركزية في سياسة الحكومات الألمانية".
وأشادت ميركل بالحركة الديمقراطية البولندية وبالدور الذي قامت به من أجل إسقاط الشيوعية فاتحة بذلك الباب أمام الوحدة الأوروبية. وأضافت ميركل، التي ولدت ونشأت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة: "كانت حياتي ستتخذ مساراً أخراً من دون حركة التضامن الديمقراطي في بولندا". وأكدت خلال لقاءها مع رئيس وزراء بولندا على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين منبهة في الوقت نفسه إلى أن الهدف من زيارتها الحالية يكمن في تعزيز العلاقات بين البلدين. يُذكر أن هذه العلاقات شهدت الشهور الماضية سجالات حادة بشأن الماضي المشترك للبلدين.
دويتشه فيله + وكالات (ط.ا و ا.م)