ميركل تدافع مجددا عن سياستها حيال روسيا وهذا موقفها من بوتين
٢٤ نوفمبر ٢٠٢٢في تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الإخبارية، قالت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل إنها كانت تود أن تنعم بفترة أكثر هدوءا بعد الخروج من الحكم، وذلك لأنها انشغلت كثيرا بقضية أوكرانيا، مشيرة إلى أنها ظلت تعمل حتى النهاية على التوصل إلى حل.
إذ حاولت على سبيل المثال في صيف 2021 بالتعاون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنشاء صيغة محادثات أوروبية مستقلة معالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت ميركل: "لكنني لم تعد لدي الطاقة لفرض إراداتي لأن الكل كانوا يعرفون أنها سترحل في الخريف".
تجدر الإشارة إلى أن ميركل غادرت منصبها كرئيسة للحكومة الألمانية رسميا في كانون الأول/ ديسمبر 2021، وقبل ذلك بشهور قليلة قامت بزيارة وداع إلى بوتين في موسكو في آب/أغسطس من نفس العام، وقالت ميركل: "كان الشعور واضحا تماما، (أنت انتهيت على مستوى السلطة السياسية)، وبالنسبة لبوتين لا شيء يؤخذ في الاعتبار سوى السلطة".
وتابعت ميركل أن ما كان مميزا هو أن بوتين أحضر معه وزير خارجيته سيرغي لافروف في هذا اللقاء الأخير، وذلك خلافا لما كانت عليه اللقاءات السابقة التي كانت تتم في الغالب على انفراد. ورأت ميركل أن وقوع الهجوم الروسي على أوكرانيا لم يكن مفاجئا.
كانت حكومة ميركل قد قامت مع فرنسا بدور وساطة بين روسيا وأوكرانيا من خلال الصيغة المعروفة باسم صيغة نورماندي للبحث عن حل للصراع في شرق أوكرانيا حيث كانت تقاتل القوات الأوكرانية هناك ضد انفصاليين مدعومين من روسيا منذ عام 2014.
وقدمت ميركل إسهاما كبيرا في إبرام اتفاقية مينسك للسلام في عام 2015، غير أن هذه الخطة للسلام لم يتم تنفيذها بشكل كامل أبدا، وبعد فترة وجيزة من خروج ميركل من الحكم، هاجمت روسيا أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي.
وحسب تقرير "شبيغل"، تعتقد ميركل أنها اشترت الوقت خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بوخارست عام 2008 ولاحقا خلال المفاوضات في مينسك حتى تتمكن أوكرانيا من استغلال هذا الوقت لمقاومة الهجوم الروسي بشكل أفضل، مشيرة إلى أن أوكرانيا حاليا تعد دولة أقوى وأكثر مناعة، وقالت إنها كانت متأكدة آنذاك أن قوات بوتين ستجتاح أوكرانيا.
وقالت ميركل إنها غير نادمة على عدم الترشح مجددا للمستشارية في الانتخابات البرلمانية 2021، مشيرة إلى أن الوضع السياسي الداخلي كان مؤهلا لقدوم شخص جديد، كما أنها لم تعد قادرة في نهاية فترة ولايتها على المضي قدما لمليمتر واحد في العديد من القضايا التي حاولت فيها حكومتها مرارا وتكرارا ذلك على صعيد الوضع السياسي الخارجي، وهذا "ليس فقط فيما ما يتعلق بأوكرانيا، بل كذلك ترانسنيستريا ومولودوفا وجورجيا وأبخازيا وسوريا وليبيا. لقد حان الوقت لمسار جديد".
وكانت ميركل قد تعرضت لانتقادات من ساسة أوكرانيين وكذلك ألمان بسبب سياستها حيال روسيا، وقال رودريش كيزفيتر السياسي المختص بالسياسة الخارجية في حزب ميركل المسيحي الديمقراطي إن ميركل أدركت خلال فترة ولايتها أن بوتين يسعى إلى إضعاف وتقسيم أوروبا، لكنها توصلت إلى استنتاجات خاطئة واكتفت فقط بالرد بـ "القوة الناعمة".
ع.ش/ ص.ش (د ب أ)