اتفاق ألماني روسي أمريكي لحل أزمة أوكرانيا سلميا
٢٠ فبراير ٢٠١٤أجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اتصالين هاتفيين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن العنف الدائر في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم ميركل مساء اليوم الخميس (20 شباط / فبراير) إن المستشارة أبلغت كلا الزعيمين بمحتوى المهمة التي يقوم بها حاليا وزراء الخارجية في كل من ألمانيا وفرنسا وبولندا في العاصمة الأوكرانية كييف. وذكر المتحدث باسم ميركل إن المستشارة وأوباما وبوتين اتفقوا جميعا على وقف نزف الدماء والبحث عن حل سلمي للأزمة في أقرب وقت ممكن.
في حين قالت أوساط وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء اليوم إنه لم يتم التوصل بعد إلى أي اتفاق للخروج من الأزمة حتى وإن كان الرئيس فيكتور يانوكوفيتش قدم تنازلات، مشيرة إلى اجتماع جديد سيعقد بين الأخير ووزراء الترويكا الأوروبية.من جهته أكد أحد قادة المعارضة الاوكرانية فيتالي كليتشكو في ختام اجتماع مع وزراء خارجية الترويكا (فرنسا والمانيا وبولندا) في كييف "حتى الساعة ليست هناك اي نتيجة".
واقترح وزراء خارجية كل من ألمانيا وفرنسا وبولندا خارطة طريق اليوم الخميس في العاصمة الأوكرانية كييف لحل الأزمة السياسية. وحسب الخريطة يتم تشكيل حكومة انتقالية ويتم البدء في تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة، وذلك حسبما أعلن عقب لقاء الوزراء الثلاثة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش.
وكشفت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو ان وزراء الخارجية بالاتحاد الاوروبي وافقوا على المضي قدما في فرض عقوبات على المسؤولين عن العنف في اوكرانيا تشمل حظر تأشيرات السفر وتجميد اصول. وقالت بونينو لدى مغادرتها اجتماعا طارئا في بروكسل انه تم الاتفاق على هذا الموقف مع وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبولندا الموجودين حاليا في كييف للتفاوض مع الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش. وأوضحت "لقد اتخذنا القرار بالتعاون الوثيق مع الوزراء الثلاثة الذين يجرون مفاوضات في كييف، والمضي سريعا جدا في الساعات المقبلة لمنع تأشيرات الدخول وتجميد ارصدة اولئك الملطخة اياديهم بالدماء".
استمرار مهمة وزراء خارجية الترويكا
وكان يفترض ان يعود وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس والمانيا فرانك-فالتر شتاينماير وبولندا رادوسلاف سيكورسكي الى بروكسل بعد الظهر للمشاركة في الاجتماع الطارىء للاتحاد الاوروبي حول اوكرانيا، لكنهم سيبقون في كييف "في الوقت الراهن" وعلى اتصال مع الممثل الأعلى لشؤون الخارجية بالاتحاد كاثرين اشتون، حسب مصادر دبلوماسية. في الوقت نفسه، سيرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى كييف موفدا للمشاركة في وساطة مع المعارضة بطلب من الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش، كما افاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف.
من ناحيته أعرب البيت الأبيض عن قلق الولايات المتحدة إزاء تصاعد العنف في أوكرانيا، مشيرا إلى ما تردد عن استخدام الأسلحة القتالية ضد المتظاهرين. وقال المكتب الصحفي للبيت الابيض في بيان " نشعر بالغضب إزاء صور قوات الأمن الأوكرانية أثناء إطلاق النار على شعبها". وأكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أن بلاده "مصدومة ازاء صور قوات الامن الاوكرانية تطلق النار بالاسلحة الرشاشة على مواطنيها". ودعا البيت الأبيض المحتجين إلى " التعبير عن رأيهم سلميا" وكرر الإعراب عن أمله بعدم تدخل الجيش الأوكراني في الأزمة.
وفي سياق تطورات الأوضاع الداخلية قالت الإدارة الصحية في العاصمة الأوكرانية كييف إن عدد القتلى الاجمالي في الاشتباكات في المدينة منذ يوم الثلاثاء بين المحتجين والشرطة ارتفع إلى 67 بينهم 39 سقطوا منذ السادسة من صباح اليوم الخميس، الذي يعتبر الأكثر دموية حتى الآن في الصراع المستمر منذ شهور في البلاد. فيما قال حزب سفوبودا القومي المعارض في أوكرانيا إن أكثر من 60 شخصا لقوا حتفهم في قتال الشوارع في كييف فقط اليوم الخميس. من جانبها قالت السلطات الأوكرانية إن ثلاثة من رجال الشرطة قتلوا وإن أكثر من خمسين شخصا أصيبوا أثناء الاشتباكات التي تجددت بين رجال الأمن والشرطة في العاصمة كييف اليوم الخميس. وحسب وزارة الداخلية الأوكرانية اليوم فإن أكثر من 30 من قوات الأمن أصيبوا بطلقات نارية، فيما يحنجز المحتجون 67 شرطيا رهائن في العاصمة. وحسب الوزارة فإن حصيلة مصابي الشرطة وقوات الأمن بشكل عام ارتفعت بذلك إلى أكثر من 500 شخص منذ تجدد العنف في أوكرانيا مساء أمس الأول الثلاثاء عندما حاولت الشرطة فض ميدان الاستقلال وسط العاصمة الأوكرانية.
لكن لم تؤكد مصادر محايدة حصيلة الضحايا سواء التي تعلنها السلطات الرسمية أو المعارضة. واجتاحت موجة جديدة من العنف وسط كييف هذا الأسبوع حيث اشتبك المحتجون الذين يطالبون بتغيير النظام مع قوات الشرطة.
ع.ج.م/ع.ج (أ ف ب، د ب أ، رويترز)