ميركل تبحث مع لوكاشينكو وضع اللاجئين العالقين على الحدود
١٥ نوفمبر ٢٠٢١
قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت في تغريدة على تويتر إن المستشارة المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل بحثت في اتصال هاتفي مع الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو "الوضع الصعب عند الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد والأوروبي"، مؤكدا أن البحث تناول "بالذات الدعم الإنساني الضروري للمهاجرين واللاجئين المتواجدين هناك حاليا".
وذكر التلفزيون الرسمي في بيلاروسيا مساء اليوم الاثنين (15 نوفمبر/تشرين ثان 2021) أن الاتصال استمر لمدة نحو 50 دقيقة بحث خلاله الطرفان كيفية الحيلولة دون تصعيد الوضع على الحدود بالإضافة إلى الدعم الإنساني للمهاجرين العالقين في المنطقة الحدودية.
وحسب زايبرت والتلفزيون البيلاروسي تم الاتفاق على إجراء المزيد من الاتصالات حول الموضوع.
وهذا الاتصال الهاتفي هو الأول بين زعيم أوروبي ولوكاشينكو منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في بيلاروسيا في آب/أغسطس من العام الماضي، التي اعتبرها الاتحاد مزيفة، وبسبب والسلوك العنيف لقوات الأمن البيلاروسية ضد متظاهرين سلميين. وقد فرض الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات على مينسك.
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عدلوا في وقت سابق من اليوم العقوبات المفروضة على بيلاروسيا حتى يمكن استخدامها لمعاقبة تسهيل الهجرة غير الشرعية إلى التكتل.
وأعلن الممثل الأعلى للشئون الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل أن التكتّل سيفرض "في الأيام القادمة" عقوبات على بيلاروسيا، بعد أن أيد وزراء خارجية الدول الأعضاء الخطوة. وقال بوريل بعد لقائه الوزراء إن العقوبات الجديدة ستطال "عددا كبيرا" من الأفراد والكيانات لدورهم في "تسهيل العبور غير القانوني لحدود الاتحاد الأوروبي".
وأضاف المسؤول الأوروبي "من خلال توسيع نطاق العقوبات سنتمكن من استهداف المسؤولين عن استغلال المهاجرين". وأفاد دبلوماسيون أنه من المتوقع أن تشمل العقوبات الجديدة نحو 30 مسؤولا بيلاروسيا وشركة الطيران الحكومية ووكالات سفر متهمين بالمساعدة في إيصال المهاجرين إلى الحدود.
ويتهم الاتحاد الأوروبي لوكاشينكو بنقل أشخاص بطريقة منظمة من مناطق أزمات إلى الحدود الخارجية للاتحاد.
ماس يرفض استقبال بلاده للعالقين
من جانه أعرب هايكو ماس وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الألمانية عن رفضه الواضح لإيواء بلاده لمهاجرين عالقين في بيلاروسيا.
وقال في أعقاب مشاورات مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم: "سأدعو لإعادة الناس الموجودين هناك إلى أوطانهم" مشيرا إلى أن بالإمكان مشاهدة الناس يسافرون إلى بيلاروسيا بتذاكر طيران " بينما غالبية هؤلاء الذين يحصلون على حق اللجوء السياسي لديهم طرق مختلفة يتعين عليهم سلوكها".
وأعرب ماس عن اعتقاده بأن المهم إظهار أن الأمور لن تسير هكذا وأنه لا ينبغي استغلال الناس كأداة سياسية لحاكم بيلاروسيا لوكاشينكو بالتضليل من خلال ادعاءات كاذبة وطالب بأن تكون هناك حملات توعية بهذا الخصوص في أوطان هؤلاء الناس.
وأبدى ماس رد فعل متحفظ فيما يتعلق بالتقارير التي تحدثت عن أن لوكاشينكو بعث بإشارة مفادها استعداده للتنازل في الخلاف الدائر حول المهاجرين، وقال: "نحن لا نرى تهدئة على الأرض بل موقفا يتردى فيه الوضع على نحو مأساوي، نتمنى أن يكون هناك تراجع" في مينسك.
وفي خطوة يبدو أن الهدف منها نزاع فتيل الأزمة قبيل اجتماع الوزارء الأوروبين كان لوكاشنكو قد قال إن بلاده لا تريد أن تتطور الازمة إلى "صراع" وإنها تعمل على إعادة آلاف المهاجرين العالقين عند حدودها مع بولندا إلى بلادهم.
يذكر أن هناك آلاف الأشخاص، ومعظمهم من الشرق الأوسط، ينتظرون الفرصة للعبور إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، ويتزايد ضغط وجود هؤلاء المهاجرين على الحدود مع بولندا، ويقيم الآلاف في مخيمات مؤقتة في الغابة في الجانب البيلاروسي من الحدود بين بيلاروسيا وبولندا في ظل درجات حرارة وصلت إلى حد التجمد.
ع.ج.م/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)