مونديال 2006 فرصة للتعبير عن الهوية الألمانية
٣١ مايو ٢٠٠٦سيكون مونديال كأس العالم لكرة القدم، الذي تنظمه ألمانيا هذه السنة، فرصة كبيرة أمام الشعب الألماني للافتخار بوطنيته وهويته الألمانية. فبعد المغالاة في التعبير عن القومية في فترة الحكم النازي، يشعر الألمان أنهم بحاجة إلى التعبير عن وطنيتهم وهويتهم بشكل صحيح. ويجد بعضهم أن المونديال فرصة مناسبة لذلك. ويدعم الكثير من الألمان فكرة التلويح بالعلم الألماني بألوانه الثلاثة (الأسود والأحمر والأصفر) أثناء المونديال. وعن ذلك يقول هنريك مولر: "دائما كانت مسألة أن إظهار كونك ألمانياً صعبة جدا في حين أن أي شخص من الممكن يفتخر بكونه بافاراياً أو أوروبياً بوجه عام. المشكلة تكمن في أن ألمانيا بحاجة إلى أن تثق بنفسها وتبرز هويتها الوطنية بالرغم من الانحدار الاقتصادي الذي تمر به حالياً، لكي تتمكن من ترويج نفسها في جميع أنحاء العالم". هذا وقد أوضح مولار في كتاب له بعنوان "الوطنية كعامل اقتصادي" أن الوطنية عامل هام للنجاح والازدهار في عصر عولمة الاقتصاد.
الأسود والأحمر والأصفر
إذا زار المرء المدن الألمانية في فترة المونديال سيرى حتماً ألوان العلم الألماني الثلاثة في المطارات ومحطات السكك الحديدية وعلى واجهات المحلات. ومن يذهب إلى المجمعات التجارية يستطيع وبكل سهولة أن يُدرك أن ألمانيا معنية في هذه الفترة بالذات إظهار يتها بأي شكل من الأشكال، إذ أن معظم البضائع تحمل الألوان الثلاثة، كالمظلات والمناشف والقمصان والقبعات. وبالتأكيد يمكن للمرء كذلك اقتناء العلم الألماني بكل المقاسات. حتى أن بعض مصممي الملابس، الذين لا يهتمون كثيراً إبراز هويتهم الألمانية، نراهم يستخدمون ألوان العلم الألماني في معظم تصميماتهم. هذا وقد تم اختيار الألوان الثلاثة للقميص الرياضي الرسمي للحملة الترويجية "ألمانيا موطن الإبداع". وعن ذلك يقول ليفون ميليكان أحد ملاك شركة شركة ايفا جرونباخ الإعلامية: "لقد كان الإقبال هائلاً جدا وفاق كل توقعاتنا".
إحياء للوطنية
أما ايفا جرونباخ، التي أطلقت حملة للموضة في كولونيا قبل بضع سنوات، فتقول: "لقد واجهت مشاكل عديدة مع زملائي بالعمل لتعريفهم ماذا يعني أن تكون ألمانياً، فأنا عشت خارج ألمانيا لمدة ست سنوات ما بين بروكسل وباريس ولندن". وتضيف: "في السابق كنت أكره استخدام ألوان العلم في تصميماتي، أما الآن فأجد أن فيها لمسة أنثوية رقيقة وجميلة، وبالنسبة لي فإن العلم يمثل مبادئ وقيم ايجابية كالحرية والديموقراطية". وتضيف: "عندما أرى الناس من أعراق مختلفة يرتدون الموديلات المصممة بألوان العلم الألماني الثلاثة أُدرك مدى تسامح وتنوع ألمانيا".
المونديال فرصة لا تُفوت
وبالإضافة إلى ارتداء ملابس تحمل ألوان العلم الثلاثة أصبح بالامكان إلصاق العلم الألماني في أي مكان وفي كل مكان، خاصة على السيارات. وعن سبب الإقبال على الملصقات، التي تحمل ألوان العلم الألماني يقول أرنه شولتشن أحد المصممين: "من المفترض أن يشعر المستهلك بالمتعة مع هذا العلم، الذي يمكن نزعه بخفة دون إحداث أي ضرر بدهان السيارة. وأنا كمصمم لدي وعي بأهمية أن تكون السلعة رمز وطني مشهور، أرغب في أن تُصبح ألوان العلم الألماني رمز وطني وتدخل في جميع مظاهر الحياة اليومية". أما هنريك مولار البالغ من العمر 40 عاما والذي تربى في جيل كانت تُنسب فيه الوطنية لليمين المتطرف فيقول: "الوقت الوحيد، الذي بامكاني أن أظهر فيه هويتي هو مونديال كأس العالم. وإذا تمكن المنتخب الألماني من التأهل إلى المباراة النهائية فسيكون هذا الإنجاز العظيم بمثابة دعم نفسي لنا جميعاً، بالإضافة إلى ذلك فإنني أرغب في أن ألمس قدرة هذا الحدث الضخم على التخفيف من حدة مشكلة البطالة في ألمانيا".