موسكو ترد بحدة على تصريحات كيري بشأن أزمة القرم
٣ مارس ٢٠١٤تتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية لاستيعاب تداعيات الأزمة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وتباينت المواقف الدولية بين داعٍ للتهدئة والدبلوماسية، وأخرى ملوحة بعقوبات. الموقف الروسي بدا رافضا لأي تهديد. فقد ردت روسيا على تهديدات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، حيث قال بيان للخارجية الروسية إن "التصريحات الأخيرة لكيري بشأن أوكرانيا تضم تهديدات غير مقبولة" لموسكو.
كما ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين (3 آذار/ مارس) في جنيف بالتهديدات بفرض "عقوبات" و"مقاطعة" على إثر تحرك روسيا في أوكرانيا، إذ يعتزم الغربيون خصوصا حرمانها من مقعدها في مجموعة الثماني. وأعلن لافروف أثناء افتتاح الجلسة الرئيسية السنوية لمجلس حقوق الإنسان أن "الذين يحاولون تفسير الموقف على أنه عدوان ويهددون بالعقوبات والمقاطعة هم أنفسهم الذين شجعوا بصورة منهجية رفض الحوار وشجعوا أخيرا استقطاب المجتمع الأوكراني". وأضاف عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من موسكو "ندعو إلى تبني نهج مسؤول وإلى تنحية حسابات الجغرافيا السياسية جانبا وفوق هذا كله وضع مصلحة الشعب الأوكراني أولا."
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه سيطلب من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تمتنع روسيا عن أي تصرفات أو تصريحات يمكن أن تزيد من تصعيد الموقف في أوكرانيا وأن تسعى إلى الحوار مع السلطات الأوكرانية في كييف. وصرح بان بأن نائبه يان الياسون الذي وصل تواً إلى كييف سينقل نفس الرسالة إلى السلطات الأوكرانية.
وفي ألمانيا، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت إن المستشارة أنغيلا ميركل تعتقد أن الوقت لم يفت بعد لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق السياسية رغم تباين وجهات النظر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والغرب بشأن منطقة القرم التي تسيطر عليها روسيا الآن. وتابع المتحدث الحكومي الألماني أن ميركل عرضت على بوتين وعلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إيفاد "بعثة لتقصي الحقائق" إلى منطقة القرم. وأضاف زايبرت "ما من شك أن الرئيس بوتين له وجهة نظر مختلفة تماما عن الموقف والأحداث في القرم عن الحكومة الألمانية وشركائنا الغربيين".
من جانبه، وصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأنشطة العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية بأنها غير مقبولة، لكنه طالب بإعطاء الدبلوماسية الدولية الأولوية لحل الأزمة. واعتبر شتاينماير الأزمة الحالية حول القرم بأنها الأكبر في أوروبا منذ سقوط جدار برلين قبل 25 عاما وانتهاء الحرب الباردة بين الشرق والغرب. وقال للصحفيين قبل اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل "دبلوماسية الأزمة ليست ضعفا لكنها أكثر أهمية من أي وقت مضى لمنع السقوط في أتون التصعيد العسكري".
من جانب آخر، تحدث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بلهجة مغايرة للموقف الألماني، عندما لوح بعصا العقوبات في حال استمرت موسكو في نهجها الحالي. وحذر الوزير البريطاني روسيا من "عواقب وثمن" التدخل في أوكرانيا وقال "لا يمكن أن تكون هذه طريقة للتصرف في الشؤون الدولية في القرن الحادي والعشرين". لكن هيغ لم يوضح طبيعة "العواقب والثمن"، إلا أنه أكد أن بلاده تناقش الخيارات الاقتصادية والدبلوماسية وليس العسكرية.
في غضون ذلك طالب حلف شمال الأطلسي بإرسال مراقبين دوليين إلى أوكرانيا لحل الأزمة سلميا ودعا روسيا إلى سحب قواتها لكنه أبقى باب الحوار مفتوحا مع موسكو.
ح.ع.ح/ ف.ي (أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)