موسكو تتهم واشنطن بعدم التعاون معها في محاربة "داعش" بتدمر
١٢ ديسمبر ٢٠١٦نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع اليوم الاثنين (12 كانون الأول/ ديمسبر 2016) قولها إن قرار الولايات المتحدة تعليق العمليات النشطة في الرقة بسوريا سمح لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" بالاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية.
بدوره أعرب الكرملين عن أسفه لغياب ما وصفه بـ "التعاون" من قبل الولايات المتحدة في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي استعاد الأحد السيطرة على مدينة تدمر الأثرية في سوريا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "نأسف لغياب التنسيق الفعلي حتى الآن مع البلدان الأخرى وفي طليعتها الولايات المتحدة التي لا تريد التعاون" مع روسيا في هذا المجال.
وأضاف آن "هذا التعاون كان سيتيح لنا منع الإرهابيين من شن هذا النوع من الهجمات". واعتبر بيسكوف أن "خسارة تدمر تسيء إلى صورة الإنسانية المتحضرة برمتها... التي لا تفعل شيئا ضد الإرهابيين الدوليين في تنظيم الدولة الإسلامية". واتهم واشنطن بأنها تسببت "في هرب مجموعات كبيرة إلى حد ما من الإرهابيين من العراق، مما أتاح لها تشكيل مجموعات كبيرة على الأراضي السورية والانتقال إلى الهجوم".
فرنسا تحمل روسيا المسؤولية
بيد أن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت وجه انتقادات شديدة لسياسة روسيا في سوريا محملا إياها مسؤولية سقوط تدمر. وقال آيرولت إن روسيا تمارس "شكلا من الكذب الدائم" في النزاع المستمر في سوريا، متهما موسكو خصوصا "بادعاء" محاربة الإرهاب وفي الوقت نفسه ترك تنظيم "الدولة الإسلامية" يستعيد تدمر.
واتهم الوزير الفرنسي الجانب الروسي المسؤولية باتباع "لغة مزدوجة ". وتابع "من جهة يقولون نفاوض وسنتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ومن جهة أخرى يواصلون الحرب وهذه الحرب هي حرب شاملة، إنها إرادة إنقاذ نظام بشار الأسد ...". وأضاف "ثم أخيرا، يركز الروس الذي يزعمون أنهم يكافحون الإرهاب، على حلب في الواقع وتركوا مجالا لداعش التي تستعيد حاليا تدمر .. إنه رمز كبير".
ويشار إلى أن تنظيم "داعش" استعاد السيطرة مجددا على مدينة تدمر الأثرية (وسط) بعدما طرده منها الجيش السوري وحليفه الروسي قبل تسعة أشهر. وسيطر التنظيم الإرهابي في أيار/مايو 2015 على المدينة المصنفة في التراث العالمي للبشرية حيث دمر أو ألحق أضرارا بقسم من الآثار، قبل طرده منها في آذار/مارس الماضي.
أ.ح/ي.ب (أ ف ب، رويترز)