موريتانيا: الحكم بإعدام شاب بتهمة "الردة"
٢٥ ديسمبر ٢٠١٤أصدر القضاء حكما بالإعدام بتهمة الردة في نواديبو في موريتانيا للمرة الأولى منذ استقلال هذا البلد عام 1960 على شاب مسلم أدين بعد كتابته مقالا اعتبر تجديفيا. وكان محمد شيخ ولد محمد المعتقل منذ الثاني من كانون الثاني/يناير قد نفى التهم الموجهة إليه يوم الثلاثاء الماضي عند بدء محاكمته الأولى من نوعها في موريتانيا التي يعيش فيها نحو أربعة ملايين نسمة.
وكانت محاكمة محمد ولد شيخ محمد، الذي يرد اسمه في بعض وسائل الإعلام المحلية شيخ ولد محمد ولد مخيتير، الثلاثاء في المحكمة الجنائية في نواديبو التي تبعد نحو 480 كلم شمال العاصمة نواكشوط.
وقد أغمي على المتهم وهو في الثلاثين من العمر عند تلاوة الحكم في المحكمة الجنائية بمدينة نواديبو قبل أن يتم إنعاشه ونقله إلى السجن، حسب ما أعلن المصدر نفسه الذي اتصلت به فرانس برس وطلب عدم كشف هويته. وأكد المصدر أن الحكم أثار أجواء من الفرح في قاعة المحكمة وفي مدينة نواديبو التي شهدت تجمعات أطلقت خلالها أبواق السيارات والدراجات النارية. ولم تذكر أي معلومات عن إمكانية استئناف الحكم.
نفي التهمة وإعلان التوبة
وأوضح المصدر نفسه أن احد القضاة ذكر في بداية الجلسة بالاتهامات الموجهة إلى الشاب. وقال لولد محمد إنه "تحدث باستخفاف عن النبي محمد" في مقال نشر على مواقع الكترونية موريتانية أعرب فيه عن رفضه لقرارات اتخذها النبي محمد والصحابة أثناء غزواتهم. وكان محمد شيخ ولد محمد اتهم المجتمع الموريتاني في مقاله بالابقاء على "نظام اجتماع موروث بال" من عهد النبي محمد. وقالت منظمات إسلامية محلية أوضحت أنها المرة الأولى التي ينشر فيها نص ينتقد الإسلام والنبي محمد في موريتانيا.
وذكر المصدر القضائي نفسه أن الشاب قال أمام المحكمة إن هدفه "لم يكن الإساءة إلى النبي (...) بل الدفاع عن طبقة من السكان (الحدادين) تتعرض لسوء المعاملة" وهو ينتمي إليها. وأضاف المصدر أن المتهم قال أمام المحكمة "إذا كان ما فهم من كتاباتي أنه ردة فأنا أنفي ذلك كليا وأعلن توبتي بشكل علني". وأكد محاميان كلفا الدفاع عن ولد محمد مساء الأربعاء (24 ديسمبر/ كانون الأول) على إعلان الندم هذا وأوضحا أنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار.
ش.ع/ع.ج (أ.ف.ب)