موجة اقتحامات لسفارات سوريا في الخارج بعد مقتل المئات في حمص
٤ فبراير ٢٠١٢أعلنت الشرطة الألمانية في بيان أن حوالي عشرين شخصاً اقتحموا مقر السفارة السورية في برلين وألحقوا بعض الأضرار المادية، قبل أن يتم إجلاؤهم من جانب الشرطة. وأشار البيان إلى أن المتظاهرين "وجميعهم سوريون أو من أصل سوري اقتحموا المبنى ودمروا قطع أثاث في مكاتب عدة وعلقوا علماً على النافذة" قبل أن "يكتبوا شعارات على الواجهة". وبعد اقتحام السفارة، "وصلت الشرطة بسرعة إلى المكان واعتقلت (المتظاهرين) الذين لم يبدوا أي مقاومة"، بحسب البيان.
كما أكدت الشرطة البريطانية أن خمسة أشخاص أوقفوا بعدما اقتحم محتجون سوريون سفارة بلدهم في لندن. وتجمع نحو 150 شخصاً من المحتجين خارج المبنى الواقع في ساحة بلغريف في وسط لندن. وقال ناطق باسم الشرطة البريطانية إن الرجال الخمسة اعتقلوا لإخلالهم بالنظام العام، بعد تظاهرة جرت حوالي الساعة الثانية فجراً بتوقيت غرينتش، مؤكداً أن "الشرطة تنتشر في المكان لضمان أمنه". وقالت هيئة البث البريطانية "بي بي سي" إن بعض نوافذ مبنى السفارة حطمت.
القاهرة والكويت وجدة
وفي نفس السياق أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أن السلطات اعتقلت عدداً كبيراً من الأشخاص السبت (4 شباط/ فبراير 2012) عندما هاجم مئات السوريين والناشطين الكويتيين الغاضبين سفارة سوريا في الكويت. وقالت الوزارة في بيان إن "مجموعة من المقيمين السوريين اقتحمت فجر السبت السفارة السورية لدى الكويت وأنزلت العلم وأتلفت العديد من مرافق المبنى"، مضيفة أن "الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية والمعنية بحراسة السفارات قامت بإطلاق الأعيرة النارية للتحذير، إلا أنهم استمروا في محاولتهم اقتحام مبنى السفارة".
كما قال موظف في السفارة السورية في القاهرة لوكالة فرانس برس إن عشرات المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد اقتحموا سفارة سوريا في القاهرة فجر السبت وخربوا المبنى واضرموا النار في الطابق الأرضي منه. وأوضح الموظف أن حوالي خمسين شخصاً، معظمهم من السوريين، اقتحموا مكاتب السفارة في حي غاردن سيتي حوالي الساعة الثالثة فجراً بالتوقيت المحلي، وانتزعوا سياج المدخل وقاموا بأعمال تخريب داخل المبنى، ثم أضرموا النار بعدة غرف في الطابق الأرضي.
أما في السعودية، فقد أفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس أن عشرات السوريين تجمعوا أمام قنصلية بلادهم في مدينة جدة، غرب المملكة، قبل ظهر السبت، منددين بـ"المجرزة" في مدينة حمص. وأطلق بعض المتظاهرين هتافات مثل "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، إلا أنهم بدؤوا بالانفضاض مع وصول دوريات الشرطة إلى المكان.
تأتي هذه التظاهرات بعدما تحدثت أنباء عن اقتحام الجيش السوري لمدينة حمص وقصفها ليل الجمعة/ السبت، ما أدى إلى مقتل 217 شخصاً على الأقل، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونفى التلفزيون السوري الرسمي السبت أن يكون الجيش السوري قصف مدينة حمص ودخلها، معتبراً أن بث مثل هذه الأنباء يندرج في إطار تصعيد "للتأثير على مواقف بعض الدول في مجلس الأمن الدولي".
يذكر أن هذه التطورات تأتي بينما يفترض أن تصوت الدول الخمسة عشر الأعضاء في مجلس الأمن الدولي السبت على مشروع قرار يدين القمع في سوريا، إلا أنه يتضمن تنازلات كبيرة لروسيا حليفة دمشق. وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت مبكر من السبت إلى أن التصويت على القرار السوري في مجلس الأمن سيؤدي إلى "فضيحة"، مؤكداً أن بلاده ستستخدم حق النقض (الفيتو) إذا لم يتم أخذ التعديلات الأخيرة التي اقترحتها بالحسبان.
(ع.خ/ د.ب.ا، ا.ف.ب، رويترز)
مراجعة: ياسر أبو معيلق