مواقع التواصل.. فرحة كردية في الرقة وخيبة أمل في كركوك
١٨ أكتوبر ٢٠١٧مُني تنظيم "داعش" بأكبر خسارة له في سوريا إثر إعلان تحرير مدينة الرقة، معقله الرئيسي في البلاد الثلاثاء (18 تشرين الأول/ أكتوبر 2017) بعد ما يقارب أربعة أشهر من معارك دامية خاضتها ضده قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي ضد "داعش"، وهي القوات المشكلة أساساً من وحدات حماية الشعب الكردية.
أهمية الانتصار الكبير الذي حققه الأكراد السوريون في الرقة، وبسط سيطرتهم على المدينة - التي كانت أوّل عاصمة محافظة سورية تسقط من أيدي النظام عام 2013-، لا تكمن فقط في تقليص حضور "داعش" في سوريا إلى حد يمكن القول إن إعلان اندحاره بات مسألة وقت، بل كذلك في رفع معنويات الأكراد بالمنطقة، بعد يوم واحد من تراجع رفاقهم في كركوك على يد القوات العسكرية العراقية.
فبين الانتصار في الرقة والهزيمة في كركوك، يعيش الأكراد مشاعر متباينة هذه الأيام، في فترة جد حساسة بالنسبة للقضية الكردية التي تبحث عن إقامة دولة كردية بالانفصال عن العراق. فبينما انكمشت الأعلام الكردية في كركوك، وحلّت محلها الأعلام العراقية، صعدت أعلام قوات سوريا الديمقراطية في الرقة بعد انتزاع أعلام "داعش"، فرغم أن قوات سوريا الديمقراطية تتضمن على الصعيد النظري قوات عربية، إلّا أن واقع الحال يؤكد أن الأكراد يمثلون فيها الغالبية العظمى والأكثر قوة.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي احتفى الكثير من النشطاء بالانتصار على "داعش" في الرقة، ونُشرت صور القائدة الكردية روجدا فلات، وهي تحمل علم قوات سوريا الديمقراطية، كما نُشرت مقاطع تظهر مقاتلين أكراد وهم يرقصون بعد إعلان تحرير الرقة، وصوراً لمقاتلات كرديات يرفعن علم "وحدات حماية المرأة" و"وحدات المرأة في شنغال"، بين أنقاض الحطام بالرقة.
ومن مقاطع الفيديو التي انتشرت كثيرا في تويتر، مقطع نشره القسم الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، يُظهر سيدة وهي ترقص وتسجد فرحاً وتعانق مقاتلة كردية، ووراءها زغاريد من نساء أخريات، وقال القسم إن السيدة تعبر عن فرحتها الكبيرة بتحرير المدينة من "داعش".
غير أن هناك من قلّل من دور الأكراد في هزم "داعش" بالرقة، لا سيما مع الدعم الجوي الكبير الذي قامت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إذ كثف التحالف من قصف عدة مواقع بالمدينة مع ما رافق ذلك من جدل حول سقوط ضحايا بين المدنيين.
كما بدأ آخرون في نقاش إيديولوجي حول نظرة الأكراد لقضايا المرأة في المناطق المحررة من "داعش"، ونشر صحافي سوري صورة لرسم غرافيتي على حائط، قال إنه يعود إلى المنصورة بريف حلب، وفيه تظهر شابة ترتدي لباساً قصيراً، وقربها جملة "الأسود لا يليق بك".
وهناك من تحدث عما اعتبره تخلياً من القوات الأمريكية عن الأكراد في كركوك مقابل دعمهم بقوة في الرقة، إذ كتب عبد الله الشايجي، الأستاذ في جامعة الكويت، أن "التناقض فاقع في" التعامل الأمريكي مع الموضوع.
إسماعيل عزام