مواجهة قضائية جديدة بين أردوغان وإعلامي ألماني ساخر
٢ نوفمبر ٢٠١٦بدأت في هامبورغ اليوم الأربعاء (الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) محاكمة الإعلامي الألماني الساخر يان بومرمان بتهمة إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال قصيدة هجائية ضده. وشهدت المحكمة سجالا بين محامي بومرمان ومحامي أردوغان.
من جانبه، أشار كريستيان شيرتس، محامي بومرمان، إلى وقف الادعاء العام في مدينة ماينز الألمانية التحقيقات الجنائية ضد موكله مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وقال إن الادعاء نفى تهمة الإهانة، وأكد على ضرورة ألا تجتزأ مقاطع من أحد الأعمال الفنية من سياقها.
أما ميشائيل هوبرتوس فون شبرينغر، محامي الرئيس التركي، فأكد أن الادعاء العام في ماينز بولاية راينلاند بفالز غرب ألمانيا أوقف تحقيقاته ضد بومرمان لأنه لم ير وجود تعمد مسبق لدى بومرمان لإهانة أردوغان، وأوضح المحامي أن قضايا القانون الجنائي تختلف عن قضايا القانون المدني التي يكون الحديث فيها عما إذا كانت القصيدة تمثل هجاء أم لا.
واتهم المحامي شبرينغر سلطات التحقيق في ولاية راينلاند بفالز بأنها تعمدت الدفع بقضية إهانة أردوغان للتقادم، وقال إن قرار وقف التحقيقات اتخذ في وقت متأخر جدا بحيث لم يعد لديه وقت لبدء إجراءاته القانونية للطعن أمام المحكمة في قرار الادعاء بوقف التحقيقات. وأشار محامي أردوغان إلى أن مدة التقادم لا تزيد على ستة أشهر فيما يتعلق بالصحافة والإذاعة وأضاف: "بالنسبة لي فإن الأمر كان واضحا، لقد دفع الادعاء باتجاه التقادم".
ورد شيرتس، محامي بومرمان، والذي يمثله أيضا في الشق الجنائي قائلا: "هذه الاتهامات سخيفة تماما، أرفض ذلك بكل تأكيد".
ويسعى الرئيس التركي من خلال المحاكمة للتوصل لحظر القصيدة التي رأى فيها أردوغان إساءة له من جانب بومرمان الذي يقدم أحد البرامج بالقناة الثانية بالتلفزيون الألماني " ZDF".
وكانت محكمة هامبورغ قد أصدرت في أيار/ مايو الماضي قرارا مؤقتا بحفظ حقوق أردوغان قبل البت في الدعوى التي قدمها محاميه ضد بومرمان. وطالب محامي بومرمان المحكمة بأخذ السياق الزماني للقصيدة محل النزاع في الاعتبار. وأضاف قائلا إن الفحوى الرئيسية للقصيدة تكاد تركز على نقد طريقة تعامل الرئيس التركي مع حرية الرأي، مشيرا إلى الاعتقالات الأخيرة للصحفيين في تركيا.
ولكن محامي أردوغان رفض إدراج قصيدة بومرمان الهجائية لأردوغان تحت حرية الفن والرأي. وقال إن بومرمان انتهك بقصيدته وبشكل جسيم المادة الأولى من القانون الأساسي في ألمانيا "الدستور"، مضيفا أن "القصيدة تدوس على كرامة الإنسان، كرامة الإنسان ليست موضوع تفاوض".
أ.ح/ص.ش (د ب أ)