مواجهات عنيفة في مسيرة مناهضة لقمة الثمان في مدينة روستوك
٣ يونيو ٢٠٠٧أصيب حوالي ألف شرطي ومتظاهر في مدينة روستوك الواقعة في شمال ألمانيا في أعمال عنف نشبت خلال مسيرة مناهضة للعولمة وذلك قبل انعقاد قمة مجموعة الثمان هذا الأسبوع. وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية إن بعض رجال الشرطة أصيبوا بجروح خطيرة. ورغم أن المسيرات في الميناء اتسمت في بدايتها بطابع سلمي، إلا أن متظاهرين ملثمين اشتبكوا مرارا مع الشرطة، وألقوا حجارة وقنابل حارقة واتلفوا سيارات. وتشير تقديرات الشرطة إلى أن 20 ألف متظاهر فقط شاركوا في هذه المسيرة ومسيرة أخرى قرب الميناء، بينما قال منظمو المسيرة إن قرابة 80 ألف متظاهر خرجوا في مسيرتين منفصلتين.
كما حطمت نوافذ أحد البنوك في أحد الطريقين إلى مدينة روستوك، التي يتبعها منتجع هايليجندام، حيث تعقد القمة بين السادس والثامن من حزيران/يونيو الجاري. وفي السياق ذاته قام أصحاب المتاجر في المنطقة التجارية الرئيسية في روستوك باتخاذ الاستعدادات لمواجهة عمليات التعرض لعمليات تخريب. وقام العمال حتى ساعة متأخرة من ليل الجمعة بتعزيز واجهات المتاجر وحمايتها من التلف. وكان المتظاهرون ومنهم نشطاء سلام ومعنيون بالبيئة قد وصلوا إلى نقطتي تجمع رئيسيتين بواسطة القطارات أو حافلات، بينما كان قد قضى بعض المتظاهرين ليلة أمس بالقرب من المدينة.
قمة موازية لقمة الثمان
وتعتزم حركة "اتاك"عقد قمة موازية لقمة الثمان في مدينة روستوك أطلق عليها "القمة البديلة" بهدف مناقشة القضايا العالمية مثل الفقر والتحول المناخي، كما يقول منظموها. وفي هذا السياق قال الصحفي الألماني المعروف بيتر فال إن القمة البديلة تهدف إلى إثبات أن نقدنا للقمة له ما يبره، ومن ناحية أخرى أن لدينا مقترحات لحلول وبدائل أخرى.
وأضاف المتحدث باسم "اتاك" في مقابلة مع موقع "تاجيس شاو" الالكتروني الألماني أن "مجموعة الثمانية ليس لديها مقترحات عملية للمشكلات التي تتطلب حلولا سريعة"، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية قد حالت أي تقدم في مجال معالجة التحول المناخي.
قمة الثمان "ناد للأغنياء"
و يبرر سيفن جيجولد، أحد مؤسسي "حركة أتاك" المعادية للعولمة، أسباب معارضة حركته لقمة الثمانية وخاصة فيما يتعلق بقضايا الفقر والتحولات المناخية والتي يجب أن تحل في إطار الأمم المتحدة، معتبرا أن هذه القمة هي ناد للأغنياء الذين يلتقون كل عام ومنذ 30 عاما ليتناقشوا فيما بينهم. ويضيف جيجولد أن نقدهم لقمة الثمان مبني على أساس أن هؤلاء يهدفون فقط إلى تحرير أسواق المال والسلع، بينما لا يعطون أي اهتمام للعولمة القائمة على أسس اجتماعية، مشيرا إلى أن "العولمة الاقتصادية تفاقم الفوارق الاجتماعية وتدمر البيئة وتساهم في تفريغ الديمقراطية من محتواها". ويرفض جيجولد إطلاق تسمية "مناهضي العولمة" على حركة "اتاك"، منكرا علمه بوجود مناهضي للعولمة في ألمانيا. وفي هذا السياق يقول: "نحن نسعى إلى عولمة من نوع أخر، لذلك نسمي أنفسنا منتقدي العولمة"، موضحا أن قمة الثمان شكلت دفعة قوية لاتساع نشاط هذه الحركة في ألمانيا وشموليته.
البحث عن عولمة أخرى
كما نفى جيجولد إمكانية حدوث اختلاط في المفاهيم وتلاقي في الأهداف بين حركة "اتاك" والحزب القومي الألماني الذي دعا أيضا إلى مناهضة العولمة، موضحا أنه لا توجد أي علاقة مع هذا الحزب. كما أكد أن الاحتجاجات التي تخطط لها "اتاك" و بقية منظمات المجتمع المدني ليست ضد العولمة في حد ذاتها، وإنما هي من أجل نوع آخر من العولمة، وذلك في إشارة إلى العولمة القائمة على العدالة الاجتماعية. ويضيف بأن تصورهم لا يقوم على أساس أن ألمانيا للألمان وفرنسا للفرنسيين، بل إن حركتهم تسعى إلى صيغة من العلاقات الدولية تقوم على أساس ديمقراطي تضامني. ومن جانبه يبرر السكرتير العام السابق للحزب المسيحي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم، والذي انضوى هو الآخر في حركة "اتاك" نقده للعولمة بالقول: "لا نحتاج إلى تحرير الأسواق فهذا قطعا توجه أيديولوجي، إذ نحتاج إلى سياسة داخلية دولية واحدة".