خورشيد: التعريف بالاسلام بحاجة إلى مبادرات
٨ يونيو ٢٠١٤كانت قضايا الحوار بين الأديان من بين الفعاليات التي ميزت ملتقى المسيحيين الكاثوليك الذي احتضنته مدينة ريغنسبورغ الألمانية. وقد شهد هذا الملتقى الذي جرى هذا العام تحت شعار "بناء الجسور" محاضرة حول "الرحمة في الإسلام" ألقاها مهند خورشيد مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة مونستير الألمانية. وقد عرفت محاضرة مهند خورشيد إقبالا كبيرا، اضطر معه المنظمون إلى إغلاق أبواب القاعة التي جرت فيها المحاضرة، بعدما امتلأت عن آخرها. بعد نهاية المحاضرة التقت DWعربية الباحث في الدراسات الإسلاميةمهند خورشيد، وكان معه الحوار التالي:
DW: يشهد ملتقى المسيحيين الكاثوليك في ألمانيا اهتماما كبير بالقضايا والمواضيع الإسلامية. كيف يمكن شرح هذا الاهتمام؟ هل يعود ذلك إلى الشراكة الموجودة بين ممثلي الأديان السماوية في ألمانيا أم أن هناك أسباب اجتماعية أخرى تشرح هذا الاهتمام المتزايد؟
مهند خورشيد: هناك بلا شك أسباب دينية. إننا نتعايش في مجتمع يعيش فيه المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي جنبا إلى جنب. ولكن في نفس الوقت هناك أيضا أسباب اجتماعية مثل موضوع الاندماج الذي يثير عددا من الأسئلة، من بينها علاقة المسلمين بغير المسلمين في هذا البلد. نحن كمدرسين للدين الإسلامي يهمنا من الناحية الدينية أن نوضح للمجتمع هنا ما هو الإسلام وما هي النقاط الأساسية فيه. كثيرا ما يتم الحديث عن الإسلام هنا، ولكن بشكل سطحي. من جانب آخر، يتم الحديث عن قضايا لا تمس فعلا الإسلام كدين،كالحديث عن موضوع العنف وقضايا المرأة، حيث توجه تهم كثيرة إلى الإسلام بأنه دين غير إنساني أو أنه دين معادي للمرأة. لذلك يجب أن نوضح في مثل هذه التجمعات، ما هي الأساسيات التي يقوم عليها الدين الإسلامي.
هل تؤثر التحولات والتطورات السياسية الحالية في العالم العربي والإسلامي على مهمة شرح الإسلام وثقافته بشكل موضوعي؟
بلا شك. فقد انبثقت أسئلة كثيرة عن التطورات التي يعرفها العالم الإسلامي خلال السنوات الأخيرة. وبدأت الأسئلة تتناسل حول التغيرات التي قد تحدث في أوروبا أو في ألمانيا بالتحديد جراء تلك التحولات والتغيرات. لدينا أيضا الحركات السلفية في ألمانيا وفي أوروبا التي تزداد قوة، وهناك تحفظات تجاه هذه الحركات، حيث تطرح علينا أسئلة كثيرة فيما يتعلق بدور الإسلام في أوروبا وفي ألمانيا. إنه لمن الأهمية بمكان أن نعطي هنا في أوروبا صورة موضوعية عن الإسلام وعن ضرورة فهمه في سياقه الحضاري. فهناك أساسيات لا تتغير وهي مشتركة بين الدول والحضارات الإسلامية المختلفة، ولكن هناك متغيرات حضارية تعتمد على السياق الذي نعيش فيه ولابد من مراعاة هذا السياق.
إضافة إلى النقاش في مثل هذه الملتقيات. في رأيك، ماذا يجب القيام به لإيصال مثل هذه الأفكار المعرفية إلى غير المسلمين؟
من المهم جدا أن تكون هناك مبادرات من المسلمين أنفسهم. نحن دائما نُدعى من الجهات المسيحية ومن الدولة لنتحدث عن الإسلام، ولكن لا توجد مبادرات مماثلة من الجهات الإسلامية. لا يوجد تجمعات إسلامية مثل ملتقى المسيحيين الكاثوليك في ألمانيا حتى يمكننا أن نطرح نحن المواضيع التي تهمنا، وأن لا نبقى فقط ذلك الطرف الذي يجيب على الأسئلة. فهناك خصوصيات نريد نحن المسلمون أن نطرحها، نريد هنا أن نساهم في تنمية هذه المجتمعات الأوروبية، ليس فقط من خلال البحث العلمي، ولكن أيضا اجتماعيا وأخلاقيا، حتى يأخذ الإسلام مكانته، ويلعب دوره هنا أيضا.