مهمة بحرية عسكرية واحدة في الخليج.. أم مهمتان؟
٣١ يوليو ٢٠١٩الولايات المتحدة الأمريكية طالبت رسميا، حسب سفارتها في برلين الدول الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالمشاركة بوحدات عسكرية في مهمة حماية السفن التجارية في ممر هرمز الاستراتيجي الهام. وقد تأتي ردود فعل فرنسا والمانيا بالرفض. وبريطانيا قد تشارك. ولكن ما هي طبيعة المهمة؟
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أرسلتا سفنا حربية إلى المنطقة لتفادي أن يعترض الحرس الثوري الإيراني بقواربه السريعة وطائرات الهليكوبتر سفنا إضافية. وحصل مؤخرا في الـ 19 من تموز/ يوليو أن حاصرت وحدات إيرانية ناقلة النفط التي تبحر تحت علم بريطاني Stena Impero التي كانت على ما يبدو في المياه الإقليمية لخليج لعمان.
عمليات متفرقة
وحاليا ينظم كلا البلدين الحماية لنفسه ويعرضها فقط على السفن التي تبحر تحت علمه. ووزير الدفاع الأمريكي الجديد مارك إسبير قال الأسبوع المنصرم: "نحرس سفننا والبريطانيون يرافقون سفنهم وأفترض أن دولا أخرى تفعل نفس الشيء مع سفنها". وبما أن البحرية الأمريكية أكبر ومتفوقة على آخرين فقد يحتاج حلفاء إلى المساعدة التي يتم أيضا منحها، كما قال اسبير. ولم يدور الحديث بعدُ عن مهمة مشتركة.
ويرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في النداء البريطاني لتنظيم مهمة بحرية بقيادة أوروبية في الخليج الفارسي "تكملة لجهودنا". وهذا ما قاله في مؤتمر مع حلفاء انعقد الخميس الماضي في المقر الرئيسي لقاعدة جوية في فلوريدا. ومن شارك بالتحديد وما هي الوعود التي قُدمت للمشاركة في عملية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم Sentinel رفض متحدث الكشف عنه، وأوضح في آن واحد أن "المهمة ترمي إلى الرفع من الاستقرار في المنطقة بعد الأحداث الأخيرة". ويبدو أن ممثلين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا شاركوا في اللقاء.
وحكومة رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي كانت ترغب في مهمة بحرية بقيادة أوروبية منفصلة عن مهمة Sentinel الأمريكية. والأسطول الأمريكي يُعتبر من قبل دبلوماسيين أوروبيين كجزء من استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لممارسة "الضغط الأقصى" على طهران. ويعتزم ترامب فرض مفاوضات جديدة حول برنامج الأسلحة النووية مع إيران. والاتحاد الأوروبي ـ وإلى حد الآن البريطانيون ـ يريدون التمسك بالاتفاق النووي ومعالجة الأحداث الواقعة في الخليج الفارسي في ممر هرمز بشكل منفصل.
ويبدو أن هذا التوجه تحت الحكومة البريطانية الجديدة بزعامة بوريس جونسون يتلاشى. فوزير الخارجية الجديد دومنيك راب أعلن في مقابلة مع صحيفة "تايمز" في نهاية الأسبوع وبعد يومين من مؤتمر فلوريدا: "نريد مهمة بقيادة أوروبية، لكنها ستكون بدون مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على البقاء". ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس أعلن في المقابل بوضوح أن ألمانيا لن تشارك في مهمة تقودها الولايات المتحدة قد تكون متصلة "بالضغط الأقصى" على إيران.
الاتفاق النووي والبركسيت
الحكومة البريطانية الجديدة تحت بوريس جونسون قد تبحث عن علاقة أفضل مع البيت الأبيض للتمكن بعد الخروج الصعب من الاتحاد الأوروبي من إبرام اتفاقية تجارية حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية. وسبق للرئيس دونالد ترامب أن كشف عن آفاق الاتفاقية التجارية "الرائعة" لأنه ينطلق من أن جونسون الذي وصفه أيضا "بالرائع" سيدير بشكل أفضل الخروج من الاتحاد الأوروبي من سلفه تيريزا ماي. وبما أن جونسون بإعلانه الخروج من الاتحاد الأوروبي بأي ثمن في الـ 31 من أكتوبر يتجه نحو تصادم مع الاتحاد الأوروبي، فإنه سيكون مواتيا إذا تخلت حكومته عن الإجماع الحاصل إلى حد الآن بين الأوروبيين في سياسة إيران.
فهل تتحول الحكومة البريطانية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهذه هي المسألة التي يعكف عليها خبراء في بروكسل. "بوريس جونسون يوجد في موقع صعب جدا"، كما يقول دادي ديمسي من معهد البحوث "كارنجي" في بروكسل. "فهو جد مقرب من دونالد ترامب، لكنه قال أيضا بأنه يريد التمسك بالاتفاق الإيراني. والآن يجب عليه اتخاذ القرار حول الجهة التي سينضم إليها".
يورغن هارت، المتحدث باسم الشؤون الخارجية للمسيحيين الديمقراطيين في البرلمان قال لـ DW بأنه يجب بالطبع التنسيق بين مهمة أوروبية في الخليج ومهمة أمريكية موازية. لكن هارت لا يعتقد أن بريطانيا غيرت موقفها من الاتفاق النووي مع إيران. "ليس لدي معلومات أن الحكومة البريطانية تغير موقفها"، كما قال هذا البرلماني من الحزب المسيحي الديمقراطي. وأحداث الأسابيع الأخيرة تبين أن الاتفاق النووي غير مكتمل لكنه اتفاق قانوني يجسد قناة حوار. والولايات المتحدة الأمريكية غادرت "للأسف" هذه القناة.
بيرند ريغرت/ م.أ.م