مهرجان برلين السينمائي.. عودة الزخم والسياسة حاضرة بقوة
١٥ فبراير ٢٠٢٣عاد مهرجان برلين السينمائي الدولي "البرلينالة" إلى رونقه المعتاد بعد عامين من القيود والإغلاقات بسبب جائحة كورونا، ففي نسخته الـ 73 سوف تشهد سجادته الحمراء حضور عدد من النجوم أكبر بكثير مما كان عليه خلال الجائحة.
ويفتتح المهرجان الخميس (16 فبراير/ شباط) وسوف يستمر حتى 26 من فبراير/ شباط وسيحمل الكثير من المفاجآت فيما سيتم عرض ما يقرب من 300 فيلم في مختلف أقسام المهرجان.
ويُنظر إلى المهرجان باعتباره أكثر المهرجانات السينمائية اهتماما بالسياسة، وفي نسخته هذا العام سوف يعبر المهرجان عن تضامنه مع أوكرانيا ومع الاحتجاجات المعارضة في إيران حيث سيتم تخصيص سلسلة من الفعاليات والعروض لتسليط الضوء على البلدين.
عام على الحرب في أوكرانيا
وسيكون العرض الوثائقي الرئيسي في المهرجان من نصيب فيلم "Superpower" أو "القوة الخارقة" عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمخرج العالمي شون بين.
وبالإضافة إلى ذلك، ستكون محنة أوكرانيا في اهتمام العروض الأولى للأفلام خلال المهرجان الذي يتزامن مع مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا والذي بدأ في 24 فبراير / شباط العام الماضي.
ومن بين الأفلام التي تدور حول الصراع في أوكرانيا، الفيلم الوثائقي "الجبهة الشرقية" الذي يقف وراءه فيتالي مانسكي ويفهين تيتارينكو، حيث جرى تصويره بشكل حقيقي على جبهات القتال في أوكرانيا العام الماضي.
وتشمل القائمة أيضا فيلم "الفراشات الحديدية" لرومان ليوبيي وأيضا فيلم "في أوكرانيا" لبيوتر باولوس وتوماس فولسكي والذي جرى وصفه من قبل القائمين على المهرجان باعتباره "أكثر الأفلام الذي عكس حقيقة واقع أوكرانيا منذ بداية الحرب".
التضامن مع المحتجين في إيران
يعد مهرجان برلين السينمائي من أكثر المهرجانات دعما لصناع السينما في إيران حيث فاز في السابق بجائزته المرقومة "الدب الذهبي" اشهر المخرجين الإيرانيين مثل جعفر بناهي وأصغر فرهادي ومحمد رسولوف.
وفي نسخته الـ 73، سوف يخصص المهرجان برنامجا لإيران لمناقشة دور السينما والفن خلال موجة الاحتجاجات الحالية في إيران.
كوكبة من النجوم
وسيعود مهرجان برلين السينمائي الدولي إلى رونقه المعتاد حيث سوف يتوافد على سجادته الحمراء كوكبة من نجوم السينما من أمثال الممثلة الأمريكية آن هاثاواي والممثل والمخرج الأمريكي بيتر دينكلاج - أحد الممثلين الرئيسيين في مسلسل "غايم أوف ثرونز" - والممثلة الأمريكية ماريسا تومي وجميعهم شاركوا في بطولة فيلم "She Came to Me" أو "جاءتْ إليّ" للمخرجة ريبيكا ميللر.
وسوف تضم قائمة النجوم الممثلة البريطانية الحائزة جائزة الأوسكار هيلين ميرِن التي ستأتي إلى المهرجان لحضور العرض العالمي الأول لفيلمها "غولدا" للمخرج جاي ناتيف. ويتناول الفيلم السيرة الذاتية لرئيسة الوزراء الإسرائيلية الأسبق جولدا مائير فيما تدور أحداث خلال حرب أكتوبر عام 1973.
وسوف تسير على السجادة الحمراء أيضا الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت حيث سيُعرض فيلمها "Tar" أو "تار" من إخراج وتأليف تود فيلدمان فيما سيكون المهرجان مكانا لمناقشات يديرها أسماء كبيرة في عالم السينما العالمية مثل جيرالدين شابلن وجون مالكوفيتش اللذان شاركا في بطولة فيلم "سينيكا – حول خلق الزلازل".
وسيتواجد أيضا نجم هوليوود ويليم دافو بطل فيلم "Inside" أو "من الداخل" "للمخرج فاسيليس كاتسوبيس.
وسوف تجذب العروض الأولى للأفلام الوثائقية أسماء كبيرة من أمثال الممثل والمخرج السينمائي شون بن للاحتفال بالعرض الأول للفيلم "Superpower" أو "القوة الخارقة" فيما من المقرر أن يكون المغني الأيرلندي بونو من ضيوف المهرجان.
وسوف يحضر المرجان مخرج الأفلام الوثائقية الأمريكي أليكس جيبني مخرج فيلم "Boom! Boom! The World vs. Boris Becker" أو "بوم! بوم! العالم ضد بوريس بيكر"، حيث يسرد الفيلم حياة نجم التنس الألماني السابق بوريس بيكر والذي سُجن في بريطانيا عام 2022 لإخفائه ممتلكات لتجنب سداد ديون.
يتوقع أن يحضر المهرجان بوريس بيكر، الذي عاد للتو من بريطانيا بعد إطلاق سراحه مؤخرا من السجن.
ويحضر المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ لتسلم جائزة الدب الذهبي الفخرية عن مجمل أعماله فيما سيتم عرض مجموعة مختارة من أفلامه في المهرجان.
الأفلام المنافسة
وتشهد جوائز المهرجان الكبرى – الدب الذهبي والدب الفضي – منافسة كبيرة لأكثر من 19 فيلما من بينها أربعة أفلام من إخراج مخرجين ألمان أبرزهم مارغريت فون تروتا مخرجة فيلم "إنجيبورج باخمان - رحلة في الصحراء" الذي يسرد حياة الشاعرة النمساوية إنجيبورج باخمان.
وتضم القائمة المخرج الألماني كريستيان بيتزولد مخرج فيلم "Afire" أو "حريق" وأيضا المخرج الفرنسي المخرج فيليب غاريل مخرج فيلم " The Plough" أو "المحراث".
ويدخل في المنافسة فيلم"Manodrome" أو "مانودروم" التي يتناول قصة "الرغبات المكبوتة" للاعب في رياضة كمال الأجسام وهو من بطولة الممثل الأمريكي جيسي أيزنبرغ.
ولا تدخل في هذه المنافسة أفلام أمريكية أو أفلام أنتجتها منصات البث.
يشار إلى أن ستة أفلام تولت إخراجها نسا ء تتنافس للفوز بجائزة الدب الذهبي التي نالها العام الفائت فيلم "ألكاراس" للمخرجة الإسبانية كارلا سيمون.
وتتولى الممثلة الأمريكية كريستن ستيوارت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة التي تمنح جائزتي الدب الذهبي والدب الفضي فيما تضم اللجنة أيضا الممثلة الفرنسية الإيرانية الأصل غولشيفته فاراهاني والمخرج والمؤلف الألماني فاليسكا غريسباخ والمنتج الأمريكي فرانسيس مايسلر والمخرج جوني من هونغ كونغ.
الجدير بالذكر أن المهرجان ينشر إحصائيات دقيقة بالتنوع بين الجنسين فبالإضافة إلى منافسة ستة أفلام قام بإخراجها نساء، فإن نسبة الأفلام التي يقف وراءها مخرجات تبلغ إجمالا 38.7 بالمئة.
ورغم خلو المنافسات الرئيسية من أفلام تمثل القارة الأفريقية، إلا أن المهرجان سوف يعرض أفلاما أفريقية في "قسم البانوراما" و "قسم المنتدى" وهما أحد أهم أقسام المهرجان.
سيقام حفل توزيع جوائز المهرجان الكبرى في 25 من فبراير/ شباط الجاري.
إليزابيث جرينير / م. ع