مهرجان برلين الأدبي يسعى لتحسين فرص انتشار الأدب الأفريقي
٢٥ سبتمبر ٢٠٠٨افتتحت أمس الأربعاء (24 سبتمبر/أيلول) في العاصمة الألمانية برلين فعاليات المهرجان الأدبي الدولي، والذي خصص دورته الحالية (الثامنة) لإلقاء الضوء على الأدب الأفريقي. وينظم المهرجان، الذي تستمر أعماله حتى الخامس من أكتوبر/تشرين أول، نحو 230 قراءة يشارك فيها أكثر من ألف كاتب وكاتبة، إضافة إلى العديد من الحفلات الموسيقية وحلقات النقاش.
وأشار اولريش شرايبر مدير المهرجان في كلمة الافتتاح إلى حملة التبرعات التي دشنها المهرجان لصالح المكتبات في إفريقيا، وهي الفكرة المستوحاة من الكاتبة دوريس ليسنج الحاصلة على جائزة نوبل العام الماضي. أما الرئيس الألماني هورست كولر فقد أشاد في الافتتاح بالأدب الإفريقي ووصفه بالأدب الغني، مضيفا أن الوقت قد حان لقراءته بعمق.
تحسين تلقي الأدب الإفريقي
دعوة كولر تعكس الرغبة في تغيير تلقي الأدب الإفريقي في ألمانيا، والذي يتسم حاليا بالضعف وعدم الجدية، ووضعه عادة في خانة الأدب الغرائبي. وهذا وضع لا تتصف به ألمانيا وحدها، إذ لا يزال الأدب الأفريقي يلاقي صعوبات في طريق الانتشار عالميا، بالرغم من أن أربعة من الحاصلين على جائزة نوبل للآداب في العشرين سنة الماضية كانوا من القارة السمراء، وهم وول سوينكا ونجيب محفوظ ونادين جورديمر وجون كوتزي.
في هذا السياق، وكخطوة أولى في طريق تحسين تلقي الأدب الإفريقي، ستصدر على هامش المهرجان مجموعة قصصية باللغة الألمانية تضم ترجمة لباقة من أجمل القصص القصيرة التي كتبها كتاب أفارقة شبان. المجموعة القصصية هي نتاج تعاون مشترك بين دور نشر نيجيرية وبريطانية، وتم الاتفاق عليها خلال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
قضية الهجرة السرية
من المواضيع الهامة التي يفرد لها المهرجان حلقة نقاش هي "ظاهرة الهجرة السرية"، حيث يغلب على الثقافة الإفريقية في الوقت الراهن طابع "ثقافة رحالة"، كما يصفها البعض. وير جع سبب ذلك إلى موجات الهجرة و اللجوء التي تستنزف مواهب وعقول القارة الأفريقية، حيث يفرون من الفقر والحروب والكوارث متجهين إلى أوروبا في رحلة صعبة يفقد بعضهم فيها حياته، حاملين معهم حلما ورديا بحياة أفضل.
ومن أجل الإلمام بكافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذه الظاهرة دعا المهرجان عدد من الخبراء في تلك المجالات، حيث سيتم طرح عدد من القضايا الرئيسية مثل الجرائم ضد الإنسانية في راوندا وتطورات الوضع في دارفور.
تحية إلى محمود درويش
وفي لفتة تحية إلى روح الشاعر محمود درويش وجه المهرجان الأدبي نداءً لإقامة أمسيات شعرية عالمية تقدم فيها قصائد الشاعر في الخامس من تشرين أول/ أكتوبر 2008. ويتم من خلالها تكريم الشاعر وأعماله وسعيه الدؤؤب للتوصل إلى تعايش سلمي وعادل بين العرب والإسرائيليين. هذا النداء موجه إلى المؤسسات الثقافية، والمحطات الإذاعية، والمدارس، والمسارح وكل المهتمين في جميع أرجاء العالم.
ولاقى نداء برلين صدى في عدد من العواصم العربية، قد أبدت احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 استجابتها لنداء مهرجان برلين الأدبي. وقالت أمانة الاحتفالية إن دمشق "تودع محمود درويش بقراءات شعرية من أشعاره يوم الخامس من تشرين أول/أكتوبر المقبل في مدينة المعارض القديمة". كما أعلنت المكتبة الوطنية في الجزائر عن تنظّيم قراءات مفتوحة في اليوم نفسه استجابة لنداء المهرجان الدولي للأدب بألمانيا. وقال المتحدث باسم المكتبة إن نداء برلين "يؤكّد أنّ الشاعر الراحل تجاوز بشعره وحضوره الثقافي والإنساني المميّز كلّ الحدود محطّما قيود الوطنية الضيّقة والانتماءات الصغرى ليكون بحقّ صوت فلسطين الحضاري"، وذلك حسب ما أوردت صحيفة المدينة الجزائرية.