مهرجان "استعراض الحب" في صور
١٨ يوليو ٢٠١٠مهرجان "إستعرض الحب" 2010. نساء إيرلنديات يسرحن ويمرحن ويتراقصن على الإنغام وسط بهجة واضحة
يعد "استعراض الحب"، الذي عادة ما يقام في منتصف شهر تموز / يوليو في منتصف الصيف، أكبر مهرجان للرقص والموسيقى في العالم ويستمر يوماً كاملاً. ويقوم المشاركون خلال المهرجان بالرقص في الشوارع وعلى شاحنات مهيئة خصيصا لهذا المهرجان. كما تسجل خلال استعراض "مظاهر الحب" أكبر نسبة لاستهلاك المشروبات الكحولية.
لم يحسم أمر تنظيم المهرجان في مدينة دويسبورغ إلا في 16 من شهر نيسان/أبريل الماضي، لأن هذه المدينة الواقعة في منطقة الرور الصناعية تعاني من مشاكل مالية متزايدة. لكن المنظمين تمكنوا من خلال إقناع المسؤولين في المدينة للحصول على دعم مالي من خلال وضع خطة تتمكن من خلالها بلدية دويسبورغ من استرجاع المصاريف. وتتمثل في فتح حساب بنكي خاص للتبرعات وموقع الكتروني يتضمن إعلانات وخدمات عبر نظام الرسائل القصيرة أس.أم.أس.
انتقل مهرجان استعراض الحب في عام 2007 من مدينة برلين، العاصمة الألمانية، إلى مدن منطقة الرور الألمانية، حيث تم تنظيمه لأول مرة خارج برلين في مدينة إيسن الألمانية في 25 من شهر آب/ أغسطس عام 2007. وعلى الرغم من أنها تستضيف المهرجان لأول مرة في تاريخها، إلا أن مدينة إيسن استطاعت أن تستقطب نحو مليون و200 ألف زائر والتفوق على برلين، التي اسقطبت في عام 2006 سوى 500 ألف زائر فقط، بحسب ما أعلنته الشرطة البرلينية.
في عام 2008 استضافت مدينة دورتموند مهرجان "استعراض الحب"، الذي استقطب أكثر من مليون ونصف مليون زائر. فيما اضطر المنظمون إلى إلغاء المهرجان عام 2009 والذي كان من المقرر تنظيمه في مدينة بوخوم الألمانية، نظرا لأن بنيتها التحتية ليست مهيأة لاحتواء أفواج الزوار.
نظم مهرجان "استعراض الحب" لأول مرة بمبادرة خاصة لأول مرة في برلين عام 1989، حيث بلغ عدد المشاركين فيه 150 فقط. وفي غضون عشر سنوات، أي في عام 1999، بلغ عدد المشاركين فيه أكثر من مليون ونصف المليون. وكان شعار المهرجان، الذي نظم لأول المرة على أساس مظاهرة سياسية سلمية، "سلام و سعادة". وفي عام 1991 تحولت هذه المظاهرة السليمة إلى تظاهرة موسيقية يشارك فيها أحباء موسيقى التكنو والرقص من شتى أنحاء ألمانيا، التي توحدت في ذلك العام.
في عام 2001 تحولت تسمية المهرجان رسميا من "مظاهرة سياسية" إلى تظاهرة ثقافية تشارك فيها مجموعات وفرق موسيقية من شتى أنحاء العالم. وفي عام 2004 و2005 اضطر المنظمون إلى إلغاء مهرجان "استعراض الحب" نظرا لمشاكل مالية حادة وقلة الممولين له.
مهرجان "استعراض الحب" لم يسلم من انتقادات معارضيه. وتتمحور بعض الانتقادات على أن "استعراض الحب" قد فقد فكرته الأساسية، والتي تكمن في نشر السلام والحب بين الشعوب، وتحول إلى تظاهرة تجارية تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من الأرباح. كما تزايدت حدة الانتقادات في السنوات الأخيرة بسبب حالة الاضطراب، التي تسود المدن المنظمة لهذا المهرجان وذلك نظرا لإفراط المشاركين في استهلاك الكحول.
الكاتبة: شمس العياري
مراجعة: لؤي المدهون