منظمات اقتصادية ألمانية تثني على أسلوب تعامل الحكومة مع الأزمة المالية
٧ أكتوبر ٢٠٠٨أشادت كبرى المنظمات الاقتصادية في ألمانيا بأسلوب الحكومة الألمانية في التعامل مع الأزمة المالية العالمية الحالية. ودافع فولكر تراير رئيس خبراء الاقتصاد في مجلس غرفة التجارة والصناعة الألمانية في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية اليوم الثلاثاء عن موقف الحكومة في التعامل مع الأزمة وإصرارها على إشراك البنوك في المسؤولية.
كما أكد فيرنر شنابأوف، المدير التنفيذي في الرابطة الاتحادية للصناعة الألمانية، في تصريحات لصحيفة "فاينينشال تايمز دويتشلاند" اليوم أنه لم يسمع حتى الآن أي انتقادات من الأوساط الصناعية حول سياسة الحكومة في إدارة الأزمة. وقال: "على الدولة أن تتحرك وتتحكم في هذه الأزمة الصعبة".
اختلاف في تقييم تداعيات الأزمة المالية على الشركات
غير أن تصريحات المسؤولين تشير إلى وجود تعارض بين وجهة نظر المنظمات الاقتصادية في ألمانيا حول تقييم تداعيات الأزمة المالية على الشركات وبالتالي على أداء الاقتصاد، حيث ذكر فيرنر شنابأوف المدير التنفيذي في الرابطة الاتحادية للصناعة الألمانية أن حصول الشركات على قروض في الوقت الحالي سيصبح أكثر صعوبة وتكلفة من ذي قبل ما قد يؤدي إلى انخفاض معدلات نمو مبيعات التصدير بوضوح خلال الفترة المقبلة؛ في حين يرى تراير أن تشدد البنوك في منح القروض سيدفعها إلى العودة للتعامل مع الشركات المتوسطة بشكل أقوى، مما سيعود بالنفع على تلك الشركات؛ مشيراً إلى أن البنوك لم ترفض حتى الآن أي طلبات للقروض إلا في حالات نادرة سببها عدم قدرة المقترض على السداد. وأضاف أنه يتم حالياً، نتيجة الأزمة المالية، التدقيق بشكل أقوى في مدى قدرة المقترض على إيفاء ديونه.
"ألمانيا تقف بثبات في الساحة الاقتصادية"
وعلى صعيد الاقتصاد الألماني أكد توماس شتراوبهار، مدير معهد الاقتصاد الدولي في هامبورغ، أن الأزمة المالية لن تؤثر كثيراً على الاقتصاد الألماني، وأوضح الخبير الألماني في لقاء له مع دويتشه فيله أن سوق العمل الألماني تطور بشكل إيجابي وأن ألمانيا تقف بثبات في الساحة الاقتصادية. وفي هذا الإطار، أشاد شتراوبهار بالإدارة الحكيمة للحكومة الألمانية للأزمة، على ضوء تقديم الوعود بحماية ودائع المدخرين لدى المصارف الألمانية، وهو قرار صائب تماماً على حد وصفه.
ومن جانبها، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الثلاثاء أن ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، "قوية ومسلحة بشكل جيد" لمقاومة الأزمة المالية العالمية. وأضافت: "من المستحيل اليوم التكهن بعواقب الأزمة المالية على المدى البعيد، ولا انعكاسها على النمو وعلى بلادنا"، لكنها أكدت أن ألمانيا "قوية" وأنها احتلت موقعاً جيداً في السنوات الماضية، جعلها مسلحة بشكل جيد لمواجهة عولمة الاقتصاد.