منصة عالمية تعيد ربط اللاجئين في جميع أنحاء العالم مع أسرهم
٣٠ مارس ٢٠١٧فر عابدي (اسم مستعار) البالغ من العمر سبعة وأربعين عاماً من الصومال عام 2008 بعد اندلاع الحرب ليستقر في أكبر مخيم للاجئين في العالم في داداب في كينيا، ثم نقل بعد ذلك إلى كاكوما. ترك عابدي وعائلته المكونة من 24 شخصاً، من بينهم والده وإخوته وأبناء أعمامه، بلدهم الصوما وتفرقوا في أماكن مختلفة. حاول عابدي تحديد مكانهم دون جدوى، لكن بصيص أمل بدا له عندما اقترح عليه أحد المتطوعين العاملين في منظمة “ريفونايت” REFUNETE أن يستخدم منبرهم للبحث عن أقربائه.
بدا اللاجئ الصومالي متشككاً في بداية الأمر، وأجاب المتطوعَ قائلاً: “صديقي، لقد استخدمت شبكات أخرى من قبل وأنتم منظمة جديدة، ولا يمكنكم جمعي بأسرتي”. ويضيف متذكراً أنه لم يهتم بكلام المتطوع العامل في تلك المنظمة عندما حاول أن يشرح له الأمر. لكن بعد بضعة أيام، وجد رسالة على هاتفه من المنظمة، حسب ما جاء في مقابلة له مع دويتشه فيله DW. واتضح فيما بعد أن هذه الرسالة كانت من أخيه، الذي كان يستخدم اسماً مستعاراً لا يعرفه سوى أفراد أسرته وأصدقائه المقربين. بعدها استطاعت المنظمة أن تساعد عابدي في الوصول إلى معظم أفراد عائلته.
إعادة ربط الأحباء
هناك ما يقرب من 65.3 مليون نازح قسري حول العالم اليوم، وفقاً لمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أكثر من نصفهم من شمال إفريقيا والشرق الأوسط. الكثير من عائلات النازحين تشتت شملها وتفرق أفرادها، وينتهي بهم المطاف في مناطق مختلفة من العالم. هؤلاء هم من تبحث عنهم منظمة ريفونايت، لتساعدهم في إيجاد أحبائهم. تساعد المنظمة اللاجئين باستخدام الهواتف المحمولة والرسائل الالكترونية أو باستخدام الانترنت أو خطوط الهاتف المجانية.
أسس الشقيقان الدنماركيان ديفيد وكريستوفر ميكلسون المشروع عام 2008، وعما دفعهما لإطلاق هذه المبادرة يقولان في مقابلة مع مهاجر نيوز: “لقد أسسنا المشروع لمساعدة شاب أفغاني فقد كل أثر تقود إلى أسرته أثناء رحلة هروبه من كابول. واكتشفنا أن أياً من المنظمات الكبرى لم تقم بإنشاء أي نوع من البنى التحتية التكنولوجية لجمع البيانات وتنسيقها وتوزيعها على الأسر المفقودة”. لهذا السبب قام الشقيقان بهذا المشروع معتمدين في ذلك على الوسائل التكنولوجية وعلى تعاون شركات الاتصالات الكبرى معهما.
ويعتبر الأخوان أن أكبر مكافأة لهما هي التمكن من لمّ شم أسرة تفرقت لسنوات ويضيفان: “العائلة هي حجر الزاوية لجميع الناس، وعندما يكسر هذا السند، تتدمر حياة الأشخاص. لذلك فإعادة الناس للجزء الأهم في حياتهم شيء رائع”.
أما أكبر التحديات التي تواجههما، فهي جعل هذه الخدمة في متناول الأشخاص الأميين في دول مثل باكستان والصومال، بينما تقف إمكانية الاتصال بالانترنت وتكلفته عائقاً في دول أخرى، خاصة في الدول الفقيرة، حيث ينفق الناس معظم دخلهم لتأمين الطعام والشراب والمسكن.
ماناسي غوبالاكريشنان (س.ك)
© مهاجر نيوز – جميع الحقوق محفوظة
مهاجر نيوز لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى
المصدر: مهاجر نيوز 2017