منتدى دافوس 2023.. شباب العالم متعطش للتغيير
١٨ يناير ٢٠٢٣"رأيت رجلا يسير صوب مدرستي مرتديا فردة حذاءٍ واحدة فقط. ثم عرفت أنه والدي وشعرت بالفخر لأني أدركت أنه أنفق جميع أمواله من أجل تعليمي". هكذا تصف الفتاة الكينية وانجوهي نجوروج اليوم الذي كان والدها ينتظرها فيه أمام مدرستها. هذا اليوم مازال عالقا في مخيلتها رغم مرور الأعوام.
وخلال مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس تروي الفتاة السبب وراء ذلك. وانجوهي نجوروج تروي قصتها وهي تجلس في أحد فنادق دافوس فيما كانت مرتدية معطفا سميكا نظرا لبرودة الطقس وسقوط الثلوج في سويسرا.
وتعد الفتاة الكينية ناشطة في مجال البيئة والتعليم فيما كان والدها يعمل مزارعا ووالدتها معلمة. وانجوهي ليست ناشطة فحسب، وإنما أيضا عضوة ما تُعرف بـ "شبكة غلوبال شيبرز" أو "شبكة صائغي العالمية" التي تضم قرابة عشرة آلاف شاب وشابة من مختلف دول العالم.
التكنولوجيا في قرى كينيا
تقول وانجوهي إن حصولها على تعليم جيد كان أولوية لأسرتها، لكنها ورغم ذلك لم تتمكن من تعلم كيفية استخدام الكمبيوتر إلا في المرحلة الثانوية لتدرك في وقت مبكر أن تعلم التكنولوجيا يعد جزءا من توفير التعليم.
وعلى وقع ذلك، تنشط وانجوهي من أجل توفير تعليم التكنولوجيا في القرى الكينية وحصول المزيد من الشباب في المناطق الريفية على فرص لاستخدام أجهزة الحاسوب. وتشدد أنها ترغب في أن تتاح لأقرانها في القرى الفقيرة في كينيا فرص تعلم التكنولوجيا في وقت مبكر مقارنة بها.
لكن لا يتوقف نشاط وانجوهي على في مجال توفير التعليم لصغار السن في القرى الكينية فحسب، وإنما يشمل أيضا الدفاع عن البيئة خاصة الحفاظ على الأشجار الأصلية ودعم إعادة تشجير الغابات.
وفي هذا الصدد، أطلقت الفتاة الكينية حملة تحت شعار "أنقذوا غاباتنا" على منصات التواصل الاجتماعي عام 2018، فيما تؤكد أن الحملة آتت أكلها بعد وقت قصيرة.
وفي ذلك تقول: "لقد أدى ذلك إلى حظر كامل لعمليات قطع أشجار الغابات" في كينيا. ورغم سعادتها بذلك، إلا أنها قالت إن رؤية الغابات المدمرة أتاحت لها فرصة "رصد تأثير تغير المناخ."
لقاءات مع قادة العالم
وقد يطرح كثيرون تساؤلات حيال العلاقة بين الحفاظ على الغابات في كينيا ومنتدى دافوس. بدورها، ترى وانجوهي أن منتدى دافوس يعد منصة فريدة للنقاش وتبادل الآراء ما يعني إمكانية مناقشة المشاريع وتبادل الخبرات والتوصل إلى خطط عمل.
وتضيف أن المنتدى يوفر فرصة لأعضاء شبكة "غلوبال شيبرز" للاجتماع وإجراء لقاءات مع زعماء العالم ورؤساء الحكومات وصانعي القرار الذين يحضرون المنتدى.
وتتابع الفتاة الكينية كلمها بالقول: "لقد التقيت في دافوس بعدد من رؤساء دولة أفارقة وكان من الصعب حدوث ذلك لولا تواجدي في المنتدى"، مضيفة أنها ترغب من خلال مشاركتها في المنتدى العالمي المطالبة بإحداث تغيير من أجل مكافحة ظاهرة تغير المناخ.
وتشدد على أنها عازمة على جعل قضية الحفاظ على المناخ وحماية البيئة تحتل أولويات زعماء العالم.
شباب أوكرانيا والحرب
أما بالنسبة للشاب رومان سمولينتس، فقد جاء من بلده أوكرانيا وهو يحمل في جعبته هدفا آخر، فيما استغرق وصوله إلى دافوس يومين نظرا لحرب والقتال الدائر هناك منذ بدء الغزو الروسي أواخر فبراير/ شباط الماضي.
يعيش الشاب الأوكراني البالغ من العمر 24 عاما، الذي يعمل طبيب تخدير في أكبر مستشفى في غرب أوكرانيا، في مدينة لفيف.
ولا يستطيع سمولينتس تحديد عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الحرب الروسية وعاصر معاناتهم داخل غرفة العمليات في المستشفى التي يعمل فيه في لفيف.
ورغم ذلك، فإن هناك بعض الصور ما زالت عالقة في مخيلته لا سيما الطفلة ذات الست سنوات التي فقدت ساقيها في هجوم صاروخي. وفي نبرة يعتصرها الأسى، يقول: "لقد رأيت أشياء فظيعة أثناء عملي".
وبالتوازي مع عمله كطبيب تخدير، ينخرط سمولينتس في مجال جمع التبرعات الخاصة بالإمدادات الطبية التي تحتاجها المستشفيات الأوكرانية.
وكحال وانجوهي نجوروج، يعد سمولينتس عضوا في "شبكة غلوبال شيبرز" فيما يعمل في الوقت الحالي ضمن مشروع دشنته الشبكة في أوكرانيا يحمل اسم "ادعموا أوكرانيا الآن".
وخلال تواجده في منتدى دافوس، يرغب سمولينتس في عودة تصدر الحرب الروسية في أوكرانيا وعواقبها، أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي. وفي ذلك، يقول: "أريد أن أكون صوت أوكرانيا هنا"، مضيفا أنه يخطط للمشاركة في أكبر عدد ممكن من المناقشات في دافوس خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأعرب عن قلقه إزاء إمكانية تضاؤل اهتمام العالم بالحرب ما قد ينذر بتراجع الدعم لأوكرانيا، قائلا: "لدينا حرب في أوروبا، لذا فلا مجال للشعور بالتعب".
وفيما كان سمولينتس يجمع أغراضه كي ينطلق للمشاركة في اجتماع آخر، أوجز الشاب البحريني طارق العليمي أهداف الشباب المشاركين في المنتدى.
وأضاف العليمي، وهو عضو في "شبكة غلوبال شيبرز"، "نحن قادة العالم المقبلون ونهدف إلى تعزيز التنوع ونحتاج إلى إجراء المزيد من المحادثات الجذرية والشاملة".
----
مانويلا كاسبير كلاريدج – دافوس، سويسرا / م.ع