من خلال التغذية المناسبة والصوم.. وصفة علمية لعمر أطول
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٢في مقال نُشر في مجلة "سيل" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، قام اثنان من علماء الشيخوخة، وهما فالتر لونجو وروزالين أندرسون، بفحص المئات من دراسات الشيخوخة والتغذية التي أجريت على كائنات حية بسيطة وعلى الحيوانات وعدد من البشر داخل المختبر، ودمجاها مع دراساتهما الخاصة، وتوصلا إلى "نظام غذائي طويل الأمد".
ومن المؤسف أن محبي الاغذية التي تعتبر "قنابل للسعرات الحرارية"، مثل البرغر ورقائق البطاطس ومشروب الكولا، أو الأطعمة التي تضفي على المرء شعورا بالراحة، مثل الشيكولاتة البيضاء، سوف يصابون بخيبة أمل بسبب الدراسة، حيث يربط الباحثان بين تناول الأغذية ذات السعرات الحرارية المحدودة والصيام المتقطع من ناحية، وبين تراجع خطر الإصابة بالأمراض وبالتوقع بطول عمر المرء من ناحية أخرى.
الأطعمة المناسبة
ويتطلب نظامهما الغذائي الخاص بطول العمر، أن يتناول المرء ما يتراوح بين 45% و60% من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات المركبة غير المكررة، وما يتراوح بين 10% و15% من السعرات الحرارية من البروتينات النباتية في الأغلب، وما يتراوح بين 25% و35% من السعرات الحرارية من الدهون النباتية في الأغلب.
ويعني ذلك: "تناول الكثير من البقوليات والحبوب الكاملة والخضروات، وبعض السمك. وعدم تناول اللحوم الحمراء أو اللحوم المصنعة وكمية قليلة جدا من اللحوم البيضاء، وكمية قليلة من السكر والحبوب المكررة، وكم كبير من المكسرات وزيت الزيتون، وبعض الشيكولاتة الداكنة"، بحسب ما قاله لونجو في بيان صحفي صادر عن جامعة "ساذرن كاليفورنيا"، حيث يعمل أستاذا في علوم الشيخوخة والعلوم البيولوجية، ومديرا لـ "معهد طول العمر".أما أندرسون فهي عضو هيئة التدريس في قسم طب المسنين وعلوم الشيخوخة وقسم الغدد الصماء والسكري والتمثيل الغذائي في كلية الطب بجامعة ويسكونسن ماديسون.
الصيام عامل مهم
كما يدعو نظام إطالة العمر إلى تقييد الأكل بإطار زمني، أي ما يتراوح بين 11 و12 ساعة يوميا، وبضع دورات سنوية من الوجبات الغذائية المحاكية للصيام لمدة خمسة أيام، وهي خطة مكونة من وجبات ذات سعرات حرارية منخفضة، تم تطويرها في "معهد طول العمر" وفقا لصياغة لمحاكاة حالة صيام الجسم.
ويؤكد لونجو وأندرسون أن النظام الغذائي الخاص بهما والذي يعمل على إطالة العمر، يجب أن يتكيف مع الأفراد وفقا للجنس والعمر وأسلوب المعيشة والحالة الصحية والجينات الوراثية، حيث لا يوجد نظام غذائي مناسب للجميع على حد سواء. وكتبا أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، على سبيل المثال، قد يحتاجون إلى تناول قدر أكبر من البروتين لتجنب أن يصابوا بالضعف والأمراض الناتجة عن انخفاض كتلة العظام أو العضلات، أو انخفاض عدد خلايا الدم. أما بحسب كريستينا نورمان، رئيسة قسم التغذية وعلوم الشيخوخة في المعهد الألماني للتغذية البشرية، فإن التعديلات من هذا القبيل تعتبر مهمة جدا، موضحة: "غالبا ما يكون من الصعب لدى المسنين تناول كمية كافية من البروتين، حيث أنه من الممكن أن يؤدي تناول القليل جدا منها إلى فقد العضلات وزيادة خطر السقوط والتعرض لكسر العظام. لذلك يُنصح بتناول قدر أكبر إلى حد ما من اللحوم، أكثر مما هو موصى به بشكل عام."
وتتضمن الابحاث التي أجريت خلال أكثر من قرن من الزمان، والتي قام لونجو وأندرسون بفحصها، دراسات حول أنواع حية تتنوع بين الكائنات الحية البسيطة قصيرة العمر، إلى أخرى ذات أعمار قصيرة إلى حد كبير مثل الخميرة والذباب والديدان إلى القوارض، بالإضافة إلى دراسات سريرية ووبائية على الرئيسيات والبشر أيضا. كما بحثا نظم غذائية تقليدية في المجتمعات التي ينتشر فيها المعمرون أو ذوي متوسط العمر المرتفع، مثل أوكيناوا وسردينيا ولوما ليندا بكاليفورنيا.
ف.ي/ (د ب ا)