من الأفضل؟ ألونسو في بايرن أم كروس في ريال مدريد؟
٢٥ نوفمبر ٢٠١٤انتقل لاعب وسط نادي بايرن ميونيخ توني كروس إلى ريال مدريد بعد نهائيات كأس العالم التي جرت أحداثها في البرازيل وفاز فيها المنتخب الألماني بكأس العالم. وفي الوقت نفسه رحل لاعب وسط ريال مدريد تشافي ألونسو من النادي الملكي إلى البافاري، ليلعب في المركز الذي تركه خلفه توني كروس. فمن الأفضل منهما؟
منذ انضمامه إلى النادي الملكي حلق نجم توني كروس في إسبانيا عاليا. إذ تمدح الصحافة الإسبانية أداءه في ريال مدريد وتصفه بمايسترو خط وسط فريق العاصمة الإسبانية. بل إن البعض ومنهم مدرب الفريق نفسه الإيطالي كارلو انتشيلوتي يقارنه أحيانا بالأسطورة زين الدين زيدان. وكتب لاعب المنتخب الألماني السابق بودو ايغنر في عموده الصحفي في مجلة كيكر الرياضية الألمانية:" لا تتوقف الصحف الإسبانية عن مدح كروس".
ويرى ايغنر أن كريستاينو رونالدو استفاد كثيرا من وجود كروس في وسط الساحة. إذ يمرر صانع الألعاب الألماني كراته لكريستيانو الذي هز من خلالها شباك الفرق الأخرى، حتى وصل عدد الأهداف التي سجلها كريستيانو بفضل تمريرات كروس خلال الموسم الحالي إلى 20 هدفا، حسب أيغنر. وما يميز كروس أيضا أنه لايمرر الكرات الخطرة من منطقته فقط، بل إنه ينظم الهجمات انطلاقا من وسط الملعب ويشارك المهاجمين اختراقهم لخطوط دفاع الفريق المقابل.
كلاهما مرتاح في فريقه
ألونسو تمكن بدوره من تثبيت مركزه في فريق بايرن، بسبب غياب صانع الألعاب باستيان شفاينشتايغر المصاب. لكن بايرن ميونيخ يفتقد في صانع الألعاب تشافي ألونسو الدور الهجومي: فرغم هيمنة ألونسو على وسط بايرن يميل ألونسو إلى صنع هجمات الفريق من خلال تمريرات طويلة من وسط الملعب، بعكس كروس الذي يميل إلى الهجوم. لكن دقة تمريرات ألونسو وخطورتها لا تقل أهمية عن تمريرات زميله الألماني في النادي الملكي. ويقول ايغنر :" بالتأكيد لا يمكن الدخول في مجادلة حول نوعية الكرة التي يلعبها ألونسو، فتمريراته وطريقة لعبه ووجوده في الملعب توجد كلها في القمة". لكن فارق العمر بينهما سيصب في المستقبل لصالح كروس. إذ يبلغ ألونسو الثالثة والثلاثين من العمر، فيما يعيش كروس ربيعه الرابع والعشرين. ومن المعروف أن أعلى مستوى للاعبي كرة القدم الألمان يكون مع اقترابهم من الثلاثين من العمر.
مدرب بايرن الإسباني بيب جوارديولا قال عن ألونسو "مازالت أمامه سنوات من العطاء على الملاعب. وإن قدومه إلى بايرن كان الخيار الأفضل". بدوره يشعر ألونسو بالراحة عند اللعب مع الفريق البافاري. ويقول إنه مايزال يشعر بالرغبة في التعلم "كشاب صغير دخل عالم الكرة حديثا"، رغم الخبرة الواسعة التي يمتلكها.
كروس يرفض المقارنة بينه وبين ألونسو. ويقول "لسنا بهذه الدرجة من الاختلاف، إذا ما نظر المرء للمركز الذي نلعب فيه". وهو يشعر بالراحة خلال وجوده بالليغا الإسبانية. ونقلت عنه صحيفة لا ماركا الرياضية الإسبانية قوله: "اندمجت في وقت قصير داخل الفريق وخارج الفريق". ويشير كروس إلى أن "التزام اللاعبين في الليغا الإسبانية أكبر مقانة بالبوندسليغا". ويقول :" لايمكنك الفوز في الليغا من خلال بذل سبعين أو ثمانين بالمائة من قدراتك في المبارة، بل عليك إعطاء كل ما عندك في كل مباراة".
ويمزح كروس أحيانا مع الصحفيين، حين يقارن بين دفء الجو في إسبانيا وبرودته في ألمانيا. كما أنه يحاول تعلم اللغة الإسبانية لكنه لا يملك وقتا كافيا لها، لأنه مشغول بلعب مباراة واحدة كل أربعة أيام منذ قدومه إلى العاصمة الإسبانية!