منتخب سوريا بعيون اللاجئين السورين بألمانيا
٦ سبتمبر ٢٠١٧بعد أن أنعش المنتخب السوري لكرة القدم آمال مشجعيه بالتأهل لكأس العالم، وذلك بالتعادل مع نظيره الإيراني بهدفين لكل منهما، ضمن تصفيات مونديال روسيا 2018، عاد موضوع ارتباط الرياضة بالسياسة من جديد إلى الواجهة في النقاشات الدائرة بين السوريين، سواء الذين مازالوا في وطنهم، أم اللاجئين منهم.
ففي المباراة التي أقيمت يوم الثلاثاء (الخامس من سبتمبر/آيلول) في طهران، استطاع المنتخب السوري أن يتعادل مع نظيره الإيراني بهدفين لكل منهما ليلعب في الملحق الآسيوي ويجدد آماله بالتأهل لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
وهذا ما جعل نقاشات حامية تدور بين السوريين من جديد حول ولاء المنتخب السوري. فبعضهم يرى أن المنتخب السوري يمثل النظام فقط، بينما يفضل البعض الآخر عدم ربط الرياضة بالسياسة، مؤكدا أن المنتخب السوري يمثل سوريا وطناً. وحول هذا الموضوع حاورنا بعض اللاجئين السوريين في عدة مدن ألمانية، لنعرف آراءهم.
"لاعبون يحتفلون، وآخرون يُعذَّبون"
يقول اللاجئ السوري اسماعيل شريف إنه وبالرغم من أن بعض الناس يقولون إن الرياضة لا علاقة لها بالسياسة، إلا أنهما مرتبطان ارتباطاً وثيقاً ببعضهما البعض وخاصة في سوريا، وتابع "أكبر دليل على ذلك هو تعليق صورة بشار الأسد على قمصان لاعبي المنتخب في المؤتمر الصحفي الذي تلا إحدى مبارياته سابقاً، والشعارات المؤيدة له عند استقبال المنتخب بعد عودته".
ويقول شريف، الذي يقيم في مدينة دويسبورغ أنه هناك لاعبون يتعرضون للتعذيب في اللحظات التي يحتفل فيها الناس بالمنتخب، وتابع "النظام السوري قتل العديد من الرياضيين لأنهم لم يكونوا مؤيدين له، مثل يمان الجوابرة، كما أن العديد من الرياضيين ماتوا تحت التعذيب، مثل جهاد قصاب".
ويرى اللاجئ شريف أن النظام يختار لاعبي المنتخب على أساس "طائفي" ومن المؤيدين له دون الطوائف الأخرى، وأكد على أنه لا يريد أن يتأهل المنتخب لكأس العالم. وتابع "لا أريد أن يتم الترويج للنظام من خلال رفع علمه وعزف نشيد حماة الديار، نشيد الجيش الذي يقتل السوريين".
"أملٌ يوحد السوريين"
لكن اللاجئ السوري جاك عازار أبدى فرحه الكبير بأن أستطاع المنتخب السوري الوصول لهذه المرحلة ليزرع الآمال في قلوب السوريين من جديد،على حد تعبيره. وأكد أن هذا المنتخب يمثل جميع أطياف الشعب السوري ففيه العربي والكردي والمسيحي. وتابع: "بعد سبع سنوات من الحرب، نحن السوريون بحاجة إلى الأمل، والرياضة هي أفضل وسيلة استطاعت أن تجمعنا. لدي الكثير من الأصدقاء المعارضين أيضاً، وهم يشجعون المنتخب الوطني، لأن الوطن لا يعني النظام".
كما أشار اللاجئ السوري المقيم في مدينة فرانكفورت إلى أن تأهل المنتخب السوري لكأس العالم، سيساهم في تحسين صورة اللاجئين السوريين في دول اغترابهم أيضاً، وستدرك الدول التي لا تريد استقبال اللاجئين، بأن هؤلاء الأشخاص أيضاً أناس فاعلون في المجتمع.
وحول سير المباراة قال اللاجئ السوري عازار المقيم في فرانكفورت، أنه وبالرغم من أن المنتخب الإيراني ضغط كثيراً على المنتخب السوري في الشوط الثاني، إلا أن عدم استسلام "نسور قاسيون" جعلهم يستطيعون إحراز التعادل في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة، وأضاف: "إذا أكمل المنتخب اللعب بنفس الإرادة، فبرأيي أنه سيتأهل لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه ليرفع راية سوريا عالياً في أحد أشهر المحافل الدولية".
"لا فرق إن تأهل أم لا"
ولكن اللاجئ السوري عبدالله اصطيفي لا يوافق عازار، إذ يرى أن المنتخب يمثل النظام السوري ويتابع: "الكل يعرف أن أجهزة الأمن في سوريا هي من تختار لاعبي المنتخب، فأنا أعتقد أنهم جميعاً مؤيدون لبشر الأسد، أو أنهم يتظاهرون بذلك".
وقال اصطيفي اللاجئ المقيم في مدينة كولن أنه لا فرق لديه إذا تأهل المنتخب للمونديال أم لا، وتابع "رغم أن أداءه كان مقبولاً البارحة، إلا أنني أعتقد أنهم بحاجة لأداء أفضل كي يستطيعوا أن يتأهلوا لمراحل أعلى".
"المنتخب لا يمثل إلا نفسه"
أما اللاجئة السورية سلام القطيفان فقالت إن المنتخب السوري لا يمثل إلا نفسه ولن يستطيع أن يفيد السوريين بأي شيء، وتابعت "بعد كل الويلات التي ذاقها ويذوقها الشعب السوري، يأتي بعض الناس ليفرحوا على احتمال تأهل منتخبهم لكأس العالم. كيف يمكن للناس أن تفرح وإخوانهم يتعذبون كل يوم؟ هل سيستطيع تأهل المنتخب السوري أن يعيد اللاجئين أو يفيد الناس الذين مازالوا في الوطن؟".
وأضافت القطيفان والتي تعمل كفنانة تشكيلية وتقيم في ميونخ أنه لا يمكن أن يُسمّى المنتخب بمنتخب النظام أيضاً لأنه لم يعد هناك نظام في سوريا، وتابعت: "من يحكم سوريا الآن هما إيران وروسيا".
وقد أثار الموضوع اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، فمنهم من اعتبره نصراً لكل سوريا. ومنهم من تناوله بأسلوب ساخر معتبراً أنه لا علاقة للسوريين بالموضوع. بينما اعتبره آخر أنه إنجاز في ظل الظروف التي يعيشها السوريون. وآخر ربطه بـ"النصر على أرض الوطن".
محي الدين حسين