ملف سنودن: واشنطن تهدد موسكو لكن خياراتها محدودة
٢ أغسطس ٢٠١٣يرى مراقبون أن قرار روسيا منح المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن وضع لاجئ يهدد بانزلاق العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات وتعقيد الجهود الرامية لمواجهة التحديات الجيوسياسية. وفي ظل النظر إلى إيواء روسيا لسنودن على أنه صفعة على وجه الرئيس باراك أوباما فإن البيت الأبيض يبحث ما إذا كان يجب أن ينسحب من قمة تعقد في موسكو أوائل سبتمبر/ أيلول وهو ما سيعتبر ازدراء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وألمح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إلى احتمال أن يقاطع أوباما هذه القمة التي تسبق قمة لمجموعة العشرين في سان بطرسبرغ. وقال كارني "نشعر بخيبة أمل كبيرة لاتخاذ روسيا هذا القرار على الرغم من مطالبنا الواضحة جدا والقانونية في العلن وفي المجالس الخاصة بترحيل سنودن إلى الولايات المتحدة لكي يواجه الاتهامات الموجهة ضده". وأضاف للصحافيين قائلا: "إننا نقيم جدوى عقد قمة على ضوء ذلك".
واشنطن تهدد لكن خياراتها محدودة
ويقول محللون إن فكرة تلويح واشنطن بهذا التهديد تبرز حجم التداعيات التي يحتمل أن تضر بالمصالحة بين خصمي الحرب الباردة السابقين على صعيد القضايا العالمية الشائكة التي تذهب إلى أبعد كثيرا من مصير متسلل عمره 30 عاما يحاول تفادي المحاكمة في الولايات المتحدة. ومن غير المرجح أن يسوي الرجلان خلافاتهما الكثيرة حتى إذا عقدت القمة كما هو مخطط، فهما غير منسجمين على المستوى الشخصي كما أن اجتماعاتهما السابقة لم تسفر عن نتيجة.
وفي حين هوَّن الكرملين من شأن أي خلاف ثنائي أشار مسؤولون بإدارة أوباما ومشرعون كبار إلى أن الأوضاع لن تكون كما هي بعد أن منحت روسيا لسنودن وضع لاجئ لمدة عام وسمحت له بمغادرة مطار موسكو. وقال اندرو ويس وهو مستشار سابق للرئيس الأسبق بيل كلينتون في الشؤون الروسية "المناخ السياسي في واشنطن حول روسيا مسمم... كان هناك الكثير من الغضب نحو روسيا يعتمل في المؤسسة السياسية. سنودن عامل محفز."
الملف السوري قد يتأثر بالوضع الجديد
وعلى رأس قائمة الخلافات الطويلة بين الولايات المتحدة وروسيا يأتي دعم موسكو للرئيس بشار الأسد في الحرب السورية على الرغم من أن أوباما قاد الدعوات الدولية لتنحيته. ومن الممكن أن يزيد تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا من صعوبة التعاون بين البلدين للترتيب لمحادثات سلام سورية تهدف للتوصل إلى حل سياسي.
ويرى منتقدون لأوباما أن عودة الرئاسة لبوتين وتصريحاته المناهضة للولايات المتحدة أظهرت أن الرئيس الأمريكي كان ساذجا حين وضع ثقته في موسكو. ويشير هؤلاء إلى أن قرار منح اللجوء لسنودن يمثل إهانة تستدعي ردا قاسيا ويقولون إنه إخفاق آخر للسياسة الخارجية في الوقت الذي يكافح فيه أوباما لتأكيد نفوذه في الأزمات التي تجتاح سوريا ومصر.
وعلى إدارة أوباما الآن أن تحدد إلى أي مدى تريد إظهار غضبها. بيد أن الخيارات المتاحة لها قد تكون محدودة خاصة في وقت تحتاج فيه واشنطن إلى مواصلة استخدام أراض روسية في عملية انسحابها من أفغانستان، كما أنها مازالت تأمل في التعاون الدبلوماسي مع روسيا ضد إيران.
أ.ح/ ط.أ (رويترز، أ ف ب)