ملصقات الأحزاب الألمانية في حملة الانتخابات البرلمانية الاتحادية
٩ سبتمبر ٢٠١٣أسابيع محدودة تفصل الناخب الألماني عن موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في الثاني والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري، وذلك في وقت بلغت فيه الحملات الانتخابية ذروتها، وغزت الملصقات الانتخابية جلّ شوارع البلاد.
ورغم أن هناك اختلاف حول جدوى هذه الملصقات، إلا أن الخبراء يجمعون على أنها "لا زالت تلعب دورا هاما في الانتخابات الألمانية"، كما يقول كوردت فون مانشتاين أستاذ الاتصالات المرئية وصاحب وكالة إعلان صممت عدة ملصقات للحزب الديمقراطي الليبرالي.وفي حديثه إلى DW، أوضح الخبير أن "الملصق في المدن على وجه التحديد، يشكل وسيلة للتواصل بشكل سريع مع ملايين الناخبين".
قانون الملصقات
وحسب قانون الملصقات الألماني، يجوز للأحزاب استغلال الفضاءات العامة المخصصة في المدن والقرى لعرض ملصقاتها من دون أي تكاليف، شريطة أن لا تعرقل هذه الملصقات حركة المرور أو تعلق على الأشجار. وليس معلوما، ما إذا كانت البلديات والمدن تحدد مساحات معينة لهذا الحزب أو ذاك لعرض ملصقاته، كما أكد ذلك لـDWالمتحدث عن بلدية مدينة بون (غرب ألمانيا).
ويرى أستاذ التسويق ألكسندر شيمانسكي من المعهد الدولي لإدارة الاقتصاد في مدينة دورتموند أن تكاليف الإنتاج المنخفضة من أهم مزايا الملصق؛ فهو "أقل تكلفة من باقي وسائل الإعلام الأخرى، وهو ما يمكن حتى الأحزاب الصغيرة من طباعته وتوزيعه بسهولة"، كما يقول شيمانسكي لـDW.
ويبدو ضروريافي وقتنا الحاضر أن تعتمد الحملة الانتخابية على عدد من وسائل الإعلام المختلفة، بما فيها الإنترنت والملصقات والإعلانات الصحفية والتلفزيونية. ولا يستطيع أي حزب إهمال أيّ وسيلة منها، كما يقول الخبير في شؤون العلاقات العامة فولفغانغ رايكه لـDW، مشيرا إلى أنه لا يمكن الوصولعبر الإنترنت إلى فئة الناخبين المسنين. ولا يمكن أيضا الوصول عبر الصحف اليومية إلى الناخبين الشباب، إذ ترفض الغالبية منهم شراء الصحف.
الملصق المثالي
وإذا كان الملصق بهذا القدر من الأهمية، فهل توجد إذا صيغة تضمن تصميمه بشكل مثالي، يخدم الأهداف المنشودة منه؟ يجمع الخبراء على أنه من الضروري أن يحتوي الملصق على صورة، فالصورة في وقتنا الحاضر باتت من أبرز قنوات الاتصال، حسب أستاذ الاتصالات المرئية كوردت فون مانشتاين، مشيرا إلى أن الصورة تعطي الناخب فكرة عن شخصية أو حزب.
وإلى جانب الصورة، يرى أستاذ التسويق ألكسندر شيمانسكي أنه يجب إدراج نص قوي لا يشمل بالضرورة على جملة كاملة، وإنما يكون متضمنا لرسالة واضحة وقوية مثل "من أجل العدالة" أو "من أجل الأسرة".
من جهته، يحذر الخبير الإعلامي كريستوف موس الأحزاب من استخدام صور خصومها السياسيين على ملصقاتها، مشيرا إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يستخدم في ملصقاته الحالية صورا للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الديمقراطية المسيحية، بدلا من استخدام صور لمرشحه الاشتراكي الديمقراطي بيير شتاينبروك. ويقول موس إن هذه مخاطرة كبيرة، "لأنك إذا تجولتَ في المدينة وشاهدتَ صورا لأنغيلا ميركل علىملصقات الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فإن صورتها ستبقى في ذاكرتك" دون النظر بالضرورة إلى النص المرافق للصورة. وهذا يعني أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يدعم وجود الحزب الديمقراطي المسيحي منافسه في شوارع البلاد.
في المقابل، هناك من الخبراء من يشدد على ضرورة إظهار السياسيين بشكلهم الطبيعي على الملصقات، دون السعي إلى تجميل مظهرهم بشكل مفرط. وبهذا الصدد يقول كوردت فون مانشتاين إن "المواطنين لا ينتخبون الساسة بسبب مظهر شبابي وإنما بسبب خبرتهم السياسية. والتجاعيد التي على وجوههم ما هي إلا دليل إضافي على هذه الخبرة".
التنازل عن صور من السياسيين
وفي الحملة الانتخابية الحالية، لاحظ المحللون غياب الملصقات التي تظهر عليها صور لسياسيين من الماضي. ويفضل الحزب الديمقراطي المسيحي بشكل خاص نشر ملصقات تظهر فيها أسر "ناجحة" تعيش في ظروف "مثالية". في حين تراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنافس عن نشر صور لمرشحه الرئيسي بيير شتاينبروك، مفضلا التركيز على أخرى تجسد المشاكل التي تواجهها الأمهات في تربية الأبناء، أو الأسر بسبب ارتفاع أجور السكن. أما حزب الخضر، فقد ركز في ملصقاته على اللون الأخضر رمزه الأساسي، مخاطبا الناخب بطريقة مباشرة عبر جملة "وماذا عنك؟إ". وقد أشاد الخبير موس بحملة الخضر، خاصة وأن الملصقات دعت أيضا إلى تصفح صفحة الحزب على الانترنت. تجدر الإشارة إلى أنه وبعد الانتخابات مباشرة ينقضي عمر الملصقات، وعلى الأحزاب إزالتها على الفور. إذا لم تقم بذلك، فستكون مطالبة بدفع غرامة مالية.