مقصورة فاخرة وفطور ساخن.. إحياء قطارات الليل في أوروبا
٧ يوليو ٢٠٢٣استقلال القطار في أوروبا يمكن أن يكون بديلا عمليا وأكثر راحة وأكثر صداقة للمناخ من الجلوس في طائرة لمسافة قصيرة، حيث أن الزمن الذي يستغرقه السفر بين الكثير من الدول لا يتعدى ليلة واحدة.
وكانت القطارات التي تسير ليلا شائعة في أنحاء أوروبا قبل إلغاء عدة خطوط في ظل ذروة الرحلات الجوية منخفضة التكاليف. مع ذلك، يتم الآن مجددا إحياء المزيد منخطوط القطارات الليلية التي تربط المدن الأوروبية.
وقال باتريك نيومان عضو مبادرة " باك أون تراك" التي تروج لتوسيع شبكة القطارات الليلية عبر الحدود في أوروبا إنه منذ أيار/مايو الماضيِ، عادت حركة قطار النوم الأوروبي مجددا من برلين إلى امستردام، حيث يقوم بثلاث رحلات أسبوعيا.
ويشار إلى أنه منذ نهاية آذار/ مارس الماضي، تم تمديد الخط الذي يربط بين ستوكهولم ووسط أوروبا ليشمل برلين، كما أنه من المتوقع إعادة فتح خط آخر من باريس إلى برلين في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وفقا لما قاله نيومان. وسوف تدير شركة السكك الحديدية النمساوية " أو بي بي ÖBB" الخدمة الجديدة.
ويشار إلى أن الشركة النمساوية تُعرف منذ وقت طويل بالريادة فيما يتعلق بجهود إحياء قطارات الليل في أوروبا.
وتقدم قطارات الليل التي يطلق عليها " أو بي بي نايت غيتس" ثلاث فئات مختلفة من المقاعد الاقتصادية ومقصورات مشتركة يمكن أن ينام فيها ستة أشخاص بالإضافة إلى كبائن خاصة. كما أن هناك المقصورة الفاخرة بحمامها الخاص، كما يتم تقديم مشروب ترحيبي وشراشف و أدوات تجميل وإفطار ساخن، بالإضافة إلى غيرها من أسباب الراحة.
وتسير القطارات الليلية من فيينا إلى باريس، ومن ميونخ إلى روما، ومن شتوتغارت إلى فينيسيا، ومن زيورخ إلى امستردام، بالإضافة إلى مقاصد أخرى.
ويعد السفر خلال ساعات النهار أسرع بواقع ثلاث ساعات، ولكن هذا سوف يعني قضاء اليوم بطوله على متن القطار. وبالنظر للأمر من هذا المنظور، فإن قطارات الليل يمكن أن تكون خيارا أكثر كفاءة.
ويقول نيومان إنه على الرغم من أن السفر لفترة طويلة ربما يكون أمرا غير محبب في البداية" ولكنك في واقع الأمر توفر يوما بأكمله". وأضاف أن السفر بقطار الليل يمنحك يوما إضافيا في المدينة التي ستقصدها، حيث أن معظم قطارات الليل تغادر في المساء ما بين الساعة السادسة مساء والحادية عشر ليلا.
وتتمثل ميزة أخرى لاستقلال القطار في البصمة الكربونية، حيث أنها تكون أقل بصورة كبيرة مقارنة بقطع نفس الطريق بالسيارة أو الطائرة.
كما أن هناك جانبا يتعلق بالحنين للسفر ليلا بالقطار، حيث يعد شكل من أشكال السفر يعود إلى القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين ظهر في عدد غير محدود من الروايات والأفلام.
ويقول سيباستيان ولكين، أحد محبي القطارات، المتخصص في الكتابة عن السفر بالقطارات في رسالة إخبارية، إنه في وسط أوروبا، عادة ما يكون هناك خيار ما بين المقصورات وعربات النوم. وقال إنه على الرغم من أن خيار المقصورات الأقل تكلفة يمكن أن يعد بمثابة "نزل للشباب يمشي على العجلات" فيما يتعلق بالراحة، فإن الشخص النائم يشعر بأنه على متن" فندق يمشي على عجلات ويحظى بمزيد من الخدمات".
وينصح نيومان، المغرم هو نفسه بالسفر بقطارات الليل، بحزم الأغراض التي سوف يحتاجها المرء خلال الليل في حقيبة منفصلة أو أعلى الأغراض الأخرى بحيث يمكنه الوصول إليها بسهولة، حيث أن هناك مساحة محدودة للتحرك في المقصورات. كما يوصى بعدم اصطحاب أكثر من حقيبة واحدة لأن مساحة التخزين محدودة.
وما لم يتم حجز مقصورة خاصة، وهي تعتبر متعة ذات تكلفة مرتفعة، يعد السفر بقطار الليل تجربة مشتركة، حيث ستتشارك مساحة صغيرة مع شخصين غريبين على الأقل. كما أن إحضار بعض المشروبات لمشاركتها مع الركاب يمكن أن يكون وسيلة جيدة للتعارف، وفقا لما يقوله نيومان، وربما يؤدي ذلك لاكتساب أصدقاء جدد.
ويقول ويلكين " بعض الأشخاص ينامون بصورة جيدة لأنه ليس لديهم مشكلة مع اهتزاز القطار" مضيفا "آخرون لديهم مشكلة بسبب نومهم الخفيف".
ويشير ويلكين إلى أن قطارات الليل التابعة لشركة السكك الحديدية النمساوية غالبا ما يتم حجزها مقدما، خاصة على طرق الشمال-الجنوب التي تمر عبر ألمانيا. وأوضح أن الذين يرغبون في حجز مقصورة نوم يتعين عليهم شراء التذاكر قبل أشهر من السفر بسبب انخفاض عدد كبائن النوم .
وقال سابين شتوك مدير حركة نقل الركاب بشركة " أو بي بي" العام الماضي إن الشركة تريد مضاعفة عدد ركاب قطارات الليل إلى ثلاثة ملايين راكب سنويا بحلول عام 2026.
ع.أ.ج/ ع ج (د ب ا)