مقتل شيخ سني شاب إثر تجدد المواجهات في طرابلس بلبنان
٢٤ أغسطس ٢٠١٢قُتل شيخ سني شاب في معارك عنيفة اندلعت مجدداً في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان بين مسلحين من السنة وآخرين من العلويين، يُعتقَد على نطاق واسع أنها على خلفية النزاع في سوريا. وقتل الشيخ الشاب واسمه خالد البرادعي (28 عاماً) في هذه المواجهات العنيفة التي بدأت فجر اليوم الجمعة (24 آب/ أغسطس 2012) بعد وقف إطلاق نار هش بين حي جبل محسن العلوي وحي باب التبانة السني. وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن المعارك، التي دارت بالأسلحة الأوتوماتيكية وقاذفات الصواريخ، تسببت باندلاع حرائق كبيرة في الحيين الواقعين في شرق المدينة الساحلية.
وكشفت مصادر متطابقة أن 12 شخصاً قتلوا حتى الآن وأصيب حوالي مائة آخرين في المعارك التي اندلعت الاثنين الماضي بين مجموعات علوية من جبل محسن مناصرة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وأخرى سنية مناهضة له في حي باب التبانة السني القريب من حي القبة. وكانت هاتان المنطقتان مسرحا خلال الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990) لمعارك طاحنة. وشهدت خلال السنوات الماضية جولات عنف متكررة، خصوصاً منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا قبل 18 شهراً.
ميقاتي يترأس اجتماعاً أمنياً في طرابلس
وكانت جهات لبنانية وعالمية قد حذرت من مغبة انتقال النزاع السوري إلى الجار الصغير لبنان. فقد حذر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الخارجية الفرنسية وكذلك مسؤولون أمميون من امتداد الاشتباكات الدائرة في سوريا إلى الأراضي اللبنانية. كما أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن "قلقها الشديد حيال أعمال العنف" في لبنان وتخوفها من انتشار النزاع انطلاقاً من سوريا. كذلك دعت الأمم المتحدة جميع دول العالم إلى تقديم المزيد من الدعم للبنان في مواجهة مخاطر زعزعة استقراره بسبب انعكاسات النزاع السوري.
وكان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي قد ترأس يوم أمس الخميس اجتماعاً أمنياً في منزله بطرابلس، لمتابعة التطورات الراهنة في المدينة. وضم الاجتماع كلا من وزراء الدفاع فايز غصن، والداخلية مروان شربل، والمالية محمد الصفدي، والدولة أحمد كرامي، والاقتصاد نقولا نحاس، إضافة إلى نواب مدينة طرابلس، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والمسؤولين الأمنيين في المدينة.
وقال مصدر رسمي إن المجتمعين بحثوا "في كيفية إيجاد حل جذري لهذه المعضلة (الاشتباكات التي اندلعت في طرابلس) التي أصبحت تشكل تهديداً للسلم الأهلي في طرابلس وكل لبنان". وتابع المصدر أن المجتمعين أعلنوا "عن إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة"، كما ثمنوا "دور الجيش والقيادات الأمنية وطلبوا منها العمل على فرض الأمن بكل الوسائل وتوقيف مطلقي النار"، حسب كلام المسؤول الرسمي.
أ ح/ ع غ (أ ف ب، د ب أ)