مقتل العشرات بأعمال عنف قرب الحدود بين السودان وجنوب السودان
٥ فبراير ٢٠٢٤قال مسؤول حكومي من جنوب السودان، الاثنين (5 فبراير/شباط 2024)، إن نحو 40 شخصا، كثير منهم مدنيون، لقوا حتفهم في أعمال عنف بمنطقة متنازع عليها على حدود بلاده مع السودان قبل أيام، ولجأ مئات إلى مجمع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ويتواتر وقوع اشتباكات في منطقة أبيي، بين فصائل متناحرة من قبائل عرقية الدينكا بسبب نزاع حول موقع أحد الحدود الإدارية، حيث يتم جمع عائدات ضريبية كبيرة من التجارة العابرة الحدود. ومنطقة أبيي غنية بالنفط ويتشارك جنوب السودان والسودان في إدارتها ويزعم كل منهما حقا فيها.
وقال وزير الإعلام في المنطقة بولس كوج "شهد الثاني والثالث من فبراير هجمات تضمنت إضرام نيران في عدة أسواق ونهب ممتلكات، وقُتل 19 مدنيا وأصيب 18 آخرون". وأضاف أن 18 شخصا آخرين قتلوا في هجمات منفصلة أمس الأحد. وكان من بين القتلى ثلاثة أطفال وجنوب سوداني يعمل لدى منظمة أطباء بلا حدود.
وأدت الاشتباكات أيضا إلى نزوح المئات ولجوئهم إلى مجمع قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي، وهي قوة حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية. كما تعرض جنود حفظ السلام التابعين لهذه القوة الأمنية لهجوم في أحدث موجة من أعمال العنف. وقالت القوة في بيان إن ناقلة جند مدرعة تعرضت لإطلاق نار كثيف في كمين. وأضافت أنها كثفت دورياتها البرية والجوية لمنع التصعيد.
وقال كوج إن شبانا من ولاية واراب المجاورة ومن جماعة مسلحة على صلة بالزعيم الروحي قاي ماشيك، وهو قائد لحركة تمردية، شاركوا في أعمال العنف. ولم يرد ويليما وول، وزير الإعلام في ولاية واراب، ومنظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان حتى الآن على طلبات التعليق.
وفي أواخر يناير/كانون الثاني، قُتل 54 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال واثنان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في هجمات وقعت في نفس المنطقة. وقالت قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي إن أكثر من ألفي شخص يحتمون الآن بمجمعها بسبب القتال في يناير كانون الثاني والأيام الماضية.
انقطاع الاتصالات في السودان
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم بالسودان وهو أحد أكبر وأقدم مخيمات النازحين في البلاد. وقالت كلير نيكوليه، مسؤولة قسم الطوارئ بالمنظمة "قبل اندلاع الصراع في أبريل من العام الماضي، كان الناس في المخيم يعتمدون بشكل كبير على الدعم الدولي للحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة وكل شيء. والآن، تم التخلي عنهم بالكامل تقريبا".
وفي تطور منفصل، انقطعت الاتصالات عن معظم السودانيين، الاثنين، فيما يعتقد مصدران في قطاع الاتصالات ووكالة السودان للأنباء المتحالفة مع الجيش أنها خطوة متعمدة من قوات الدعم السريع التي تخوض قتالا مع الجيش. ولم تعلق قوات الدعم السريع، لكن مصدرا منها قال إن القوات شبه العسكرية لا علاقة لها بانقطاع الاتصالات.
وقال كثير من السودانيين إنهم لا يستطيعون الوصول إلى أفراد عائلاتهم مما يفاقم آثار الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني التي أجبرت أكثر من 7.5 مليون شخص على الخروج من منازلهم وأثارت تحذيرات من مجاعة.
ويعتمد ملايين على الدفع عبر الإنترنت لشراء المواد الغذائية وغيرها من الضروريات التي لا يمكن الوصول إليها الآن بسبب تعطل الشبكة.
ونشرت منظمة نتبلوكس التي تراقب الإنترنت بيانات على منصة إكس أمس الأحد أظهرت أن الاتصال لاثنين من مقدمي الخدمة الرئيسيين، إم.تي.إن سودان المملوكة لجنوب إفريقيا، وسوداني المملوكة للدولة، انخفض إلى صفر وقرب الصفر بدءا من يوم الجمعة.
وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا) والمصدران من الاتصالات إن قوات الدعم السريع قطعت اتصالات مقدمي الخدمة مع مطالبتها بإصلاح انقطاع الشبكة في المنطقة الغربية من دارفور التي تسيطر عليها إلى حد كبير. ولم يتضح على الفور سبب الانقطاع في دارفور. ورفضت إم.تي.إن وسوداني الرد على طلب التعليق.
وألقى مصدر قوات الدعم السريع بمسؤولية انقطاع الاتصالات في دارفور على عاتق الجيش، قائلا إنه أمر بقطع الاتصالات لمدة أشهر هناك ومناطق أخرى وهو ما لم يثر قلقا خارجيا مماثلا. ولم يحدد الجهة المسؤولة عن انقطاع الاتصالات في مناطق أخرى من البلاد، لكنه قال إنه لا علاقة لقوات الدعم السريع بها. وتسيطر الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، بما في ذلك مرافق شركات الاتصالات.
وقال مصدران في قطاع الاتصالات إن قوات الدعم السريع تمكنت من إغلاق الشبكات دون التسبب في أضرار دائمة. وقالت المصادر ووكالة الأنباء السودانية إن قوات الدعم السريع أجبرت أيضا شركة زين السودان المملوكة للكويت، المزود الرئيسي الثالث للخدمة في السودان، على وقف الخدمة في ولاية نهر النيل ومدينة بورتسودان الخاضعتين لسيطرة الجيش. وتعرضت أبراج الشبكات وخطوط الكهرباء والبنية التحتية الأخرى لأضرار في القتال في أنحاء السودان منذ اندلاع الصراع في أبريل/ نيسان. وألقت الحرب بالسودان في خضم أكبر أزمة نزوح في العالم وواجه الجانبان اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وحذرت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الاثنين من أن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم الكبير للنازحين في دارفور.
ف.ي/ص.ش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)