مفتي سوريا يهدد الغرب والانتقالي الليبي يعترف بالمجلس الوطني السوري
١١ أكتوبر ٢٠١١أعلن موسى الكوني، عضو المجلس الانتقالي الليبي، في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس أن "المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قرر، في اجتماع اليوم (الاثنين 10 تشرين أول/ أكتوبر) الاعتراف بالمجلس الوطني في سوريا، وقرر أيضا غلق السفارة السورية في طرابلس"، موضحا أن النظام الليبي الجديد يعترف بالمجلس الوطني السوري "كحكومة شرعية وحيدة ممثلة للشعب السوري".
وأضاف أن اعتراف ليبيا بهذا المجلس هو اعتراف بثورة الشعب السوري، فكما عانى الشعب الليبي فإن معاناة الشعب السوري مماثلة: "هناك رئيس في سوريا يقتل شعبه، وهذه الدولة (سوريا) تمارس الإرهاب، وقد دعمت في السابق القذافي، ونحن كثوار ليببيين ذقنا الأمرين من نظام مشابه، ومررنا بأزمة الاعتراف". وبذلك تكون ليبيا الدولة الأولى التي تعترف بالمجلس الوطني السوري.
ترحيب أوربي
على الصعيد الأوربي، جاء في إعلان صادر عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إثراجتماعهم في لوكسمبورغ، الاثنين، أن الاتحاد الأوربي "يشيد بجهود الشعب السوري لوضع برنامج (للمعارضة) موحد ويدعو المجموعة الدولية إلى القيام بالمثل". واعتبر الإعلان "أن تاسيس المجلس الوطني السوري يشكل خطوة ايجابية". ويرحب الأوربيون، خصوصا، بالتزام المجلس الوطني السوري بالدعوة الى اللاعنف والدفاع عن "القيم الديموقراطية". ويؤكد الإعلان، مجددا، ضرورة تخلي الرئيس الاسد عن السلطة "لإفساح المجال أمام العملية الانتقالية".
وفي باريس أكدت فرنسا، الإثنين، دعمها للمعارضة السورية، من دون الاعتراف بالمجلس الوطني، في الوقت الحاضر، وذلك خلال أول لقاء علني بين وزير الخارجية آلان جوبيه ومسؤولين في المجلس الوطني السوري أبرزهم برهان غليون. وأمام الصحافيين، صافح جوبيه غليون وكذلك بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني، الذي يعتبر الهيئة الأكثر تمثيلا للمعارضة السورية، وذلك في مستهل لقاء نظمته الأوساط الثقافية الفرنسية لدعم المعارضة السورية.
وقال جوبيه، قبل المشاركة في اللقاء، في مسرح الاوديون في باريس "أنا هنا بدعوة من رئيس المجلس (برهان غليون) والسيدة قضماني للتعبير عن دعم فرنسا للشعب السوري الذي يناضل من أجل حريته وحقوقه الأساسية في شكل سلمي". وأوضح جوبيه أن قضية اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني السوري "ليست مدرجة على جدول الأعمال لأن المجلس الوطني السوري لا يطلب هذا الامر". وتابع "سنتابع اتصالاتنا مع المعارضة السورية لمعرفة كيفية مواكبتها".
تهديديات سورية
ويأتي الترحيب الأوروبي والاعتراف الليبي بالمجلس الوطني السوري، غداة تحذير أطلقته سوريا، على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، من أنها ستتخذ "إجراءات مشددة" ضد الدول التي ستعترف بالمجلس، مؤكدة أن العمل جار على استكمال "الاصلاح السياسي" و"إنهاء المظاهر المسلحة" في البلاد.
من جهته، هدد أحمد بدر الدين حسون، مفتي سورية، الإثنين، بشن هجمات انتحارية في الولايات المتحدة وأوروبا، في حال شنهم هجوم على بلاده. وقال حسون، في كلمة له بثها التلفزيون السوري الحكومي، "إنني أقولها لأوربا والولايات المتحدة: سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سورية أو قصفتم لبنان". وكان حسون يتحدث إلى وفد نسائي لبناني، جاء لتعزيته في مقتل نجله، الذي لقي مصرعه الأسبوع الماضي على أيدي مسلحين مجهولين أمام إحدى الجامعات الخاصة بالقرب من حلب، شمال سوريا. ويأتي ذلك غداة مقتل 31 شخصا، بينهم 14 مدنيا و17 من أفراد الجيش وقوى الأمن النظامية، في عدد من المدن السورية، بحسب ما أفاد الاثنين المرصد السوري لحقوق الانسان.
غليون: "الأسد مجرم"
وأعلن ابرز المسؤولين في المجلس الوطني السوري، برهان غليون، أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد "سيكون كأي مصير مجرم آخر"، في حال سقط نظامه الذي يقمع حركة الاحتجاج في سوريا، وذلك في مقابلة، مساء الاثنين، مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي). وأكد أنه "لا مفاوضات مع بشار ولا تسوية بأي شكل من الأشكال مع النظام الاستبدادي"، مضيفا أن "الشعب السوري فهم أن هذه الإصلاحات هي كلام فارغ".
كما قال غليون: "لن نتقدم بأي طلب للتدخل العسكري" الخارجي، مضيفا "نسعى بجميع جهودنا من أجل حماية المدنيين وليس تدخل الناتو"، مؤكدا "لا أحد يعرف متى يسقط النظام ونحن نراهن على استمرارالانتفاضة". مستبعدا تماما اندلاع حرب أهلية في سوريا. وقال موجها كلامه الى الرئيس السوري "يكفي دماء، يكفي أخطاء، يكفي إجرام، ارحم شعبك".
(ف. ي، د ب ا، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: حسن زنيند